طَلعتِ علينا كضوءِ الفنارْ
يَموجُ على ردهاتِ المطارْ
وجئتِ كموّالِ عطرٍ عنيفٍ
تراقصَ من حولنا وأنارْ
تَمازجَ فيه احتراقُ الطيوبِ
ونجوى الغروبِ وصوتُ الكنارْ
كأنَّ ضفائرك الظامئات
بقايا صباحٍ ونورٌ ونارْ
وحقل ثريّ من الأبنوس
أغارت عليه خيولُ التتارْ
وألوانُ طيفٍ تلفّ المساءَ
فلون يُغِيرُ، ولونُ يَغارْ
ولون ترامتْ عليه الظنون
فأحكم حول الظنون الحصارْ
ولونٌ تسربلَ ليلَ الربيعِ
وآخر يسبح فيه النهارْ
ولونٌ يقول: ألا تبصرون
ولون يقول: حذار حذارْ
أراحلة أنتِ .. يا للعيون
يعابث أهدابهنّ المدارْ
وتنسج من حولهن الغيوم
سديماً رقيقاً بعيد القرارْ
وترحل في ظلّهن قلوب
وتلهث من دونهن بحارْ
فيا أنتِ.. يا ولهاً من عبير
جريءٍ، ويا شفقاً من نضارْ
وداعاً، فقد جُنّ شوق الرحيل
وملّت حقائبك الانتظارْ
0 تعليق