طَلعتِ علينا كضوءِ الفنارْ
يَموجُ على ردهاتِ المطارْ

وجئتِ كموّالِ عطرٍ عنيفٍ
تراقصَ من حولنا وأنارْ

تَمازجَ فيه احتراقُ الطيوبِ
ونجوى الغروبِ وصوتُ الكنارْ

كأنَّ ضفائرك الظامئات
بقايا صباحٍ ونورٌ ونارْ

وحقل ثريّ من الأبنوس

أغارت عليه خيولُ التتارْ
وألوانُ طيفٍ تلفّ المساءَ
فلون يُغِيرُ، ولونُ يَغارْ

ولون ترامتْ عليه الظنون
فأحكم حول الظنون الحصارْ

ولونٌ تسربلَ ليلَ الربيعِ
وآخر يسبح فيه النهارْ

ولونٌ يقول: ألا تبصرون
ولون يقول: حذار حذارْ

أراحلة أنتِ .. يا للعيون
يعابث أهدابهنّ المدارْ

وتنسج من حولهن الغيوم
سديماً رقيقاً بعيد القرارْ

وترحل في ظلّهن قلوب
وتلهث من دونهن بحارْ

فيا أنتِ.. يا ولهاً من عبير
جريءٍ،  ويا شفقاً من نضارْ

وداعاً، فقد جُنّ شوق الرحيل
وملّت حقائبك الانتظارْ

مقالات مشابهة

سألقاك يوماً

سألقاك يوماً

سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
ضِفَافاً منَ الضوءِ
يَختالُ فيهَا شَمِيم العِرَارِ
ونَكْهَة مَاءِ المَطَرْ
سَأَلْقَاكِ
يَا زمَناً يتَجَدَّدُ دَوماً
ويَمْتَدُّ فَوقَ حُدُودِ القَمَرْ
سَألقَاكِ

شهرزاد والرحيل في أعماق الحلم

شهرزاد والرحيل في أعماق الحلم

تَناثرتِ بينَ المدينَةِ والبَحْرِ
والشَّاطِئِ القُزَحِيِّ
الذي أَقْلعَتْ منهُ أَشْرِعَةُ
السِّنْدِبَادْ
وجاءَتْ مَرَاكِبُكِ المُخْمَلِيَّةُ
حَالمةً كميَاهِ الخَلِيجِ
وصَاخِبةً كَصَهيلِ الِجَيادْ
تُحِيلِينَ لَيلَ المَدِينَةِ

تهجيت حلماً تهجيت وهماً

تهجيت حلماً تهجيت وهماً

يُحْرِقُ العِشْقُ وجْهِيَ، أَثْمَلُ
مِن نَكهةِ النَّارِ،
فِي رِئَتِي يَلتقِي زمَنُ الفرحِ المُتجَهِّمِ
والانتِظَار
تَسَلَّلْتُ مِن حَلكاتِ السُّؤالِ
العَقِيمْ
تَوضَّاتُ فِي غيمةٍ خَرَجَتْ من
غَدَائِرِ لَيلَى

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *