ليلة الحلم وتفاصيل العنقاء

28 مارس، 2010 | تهجيت حلماً تهجيت وهماً | 0 تعليقات


1
كانتِ الرؤيا ربيعاً من جحيمٍ
– سُندسيّ اللونِ –
مسفوحاً على وجهِ المدينةْ
المدى يجهشُ بالأحلامِ
والجُدْرَانُ اشرَأَبَّتْ مِن على صدرِ المدى
الناريِّ،
كالبلُّورِ تَمتَدُّ إلى جيدِ القمرْ
كان لليل وجوهٌ كالمرايا
وعيونٌ تَثقبُ الصمتَ
وتَخفق في الزوايا
كانَ.. ماذا كانَ؟
للعتمة إنْصَاتٌ وتَهْلِيلٌ
وبرقٌ ودخانْ
كانَ.. ماذا كانَ؟
للبدرِ عقودٌ من عقيقٍ وجُمانْ
كان للأرض لهاث، ووجيبْ
كان للأرض مخاضٌ وانتظارٌ لحبيبْ
أغرق الضوء التفاصيل الصغيرةَ
شقّ أحشاء الثواني
كلّ شيءٍ صخبت فيه السكينةْ
كلّ شيء كسرت أجفانه البهجةُ
حتّى الجرحَ
والآلامَ
والأشيا الحزينةْ

2

زورقٌ يأتي من الصحراء ممشوقاً كماردْ
كشهاب فصلته الريح من قلب عطاردْ
ينبري كالهمس، كالرؤيا…
يحلق كالنعاسْ
جاء محمولاً على موج الرّمالْ
جاء منحوتاً على ريح الشمالْ
جاء كالليل الغريبْ
جاء كالصبح المريبْ
فيه من رائحة الفردوس أسرارٌ مضيئةْ
ومصابيحُ جريئةْ
فيه نهرٌ من رحيق لا يزولْ
فيه أطفالٌ وأشباحٌ وخوفٌ وذهولْ
فيه أصوات تقولْ
ليلة الحلم الطويلةْ
ليلة الحلم الجليلةْ
ألفُ عمرٍ
ألفُ شهرٍ
ألفُ ليلةْ

3

هبطت “زنجية شقراء” في ثوب من
الرعب البديع
حلّقت حول المدينة
فصدت شريانها فامتزج الفجر
وطوفان المساء
وابتدا رقص الدماء
ساقَهَا الحوريّ
يا سيفا خرافياً تجرّد
ساقَهَا الحوريّ
يا طيراً صريعا راعه الموت فغرّد
ساقها الحوريّ
يا شيئاً مهيباً
حار بين الماء والصرح الممرّدْ
(قلق الفيروز في عينيك يا عنقاء……
سرٌّ لا يقالْ
قلق الفيروز في عينيكِ
شيءٌ من بقايا الوحي..
من ذعر الرمالْ)

***
هيه يا عنقاءُ
يا بعثاً جديداً وشباباً من لهيبٍ
ورمادْ
هيه يا عنقاءُ
يا بحراً غريقاً تاه فيه السندبادْ
هيه يا عنقاءُ
هزّي شجر الريحان، يهمي شعرك العملاقُ
أمطارَ الشتاء
مزِّقي نهر البنفسج، والعقي
وهج الدنانْ
واشرقي من لا مكان.. ولا زمانْ

رجب 1403 هـ

مقالات مشابهة

سألقاك يوماً

سألقاك يوماً

سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
ضِفَافاً منَ الضوءِ
يَختالُ فيهَا شَمِيم العِرَارِ
ونَكْهَة مَاءِ المَطَرْ
سَأَلْقَاكِ
يَا زمَناً يتَجَدَّدُ دَوماً
ويَمْتَدُّ فَوقَ حُدُودِ القَمَرْ
سَألقَاكِ

شهرزاد والرحيل في أعماق الحلم

شهرزاد والرحيل في أعماق الحلم

تَناثرتِ بينَ المدينَةِ والبَحْرِ
والشَّاطِئِ القُزَحِيِّ
الذي أَقْلعَتْ منهُ أَشْرِعَةُ
السِّنْدِبَادْ
وجاءَتْ مَرَاكِبُكِ المُخْمَلِيَّةُ
حَالمةً كميَاهِ الخَلِيجِ
وصَاخِبةً كَصَهيلِ الِجَيادْ
تُحِيلِينَ لَيلَ المَدِينَةِ

تهجيت حلماً تهجيت وهماً

تهجيت حلماً تهجيت وهماً

يُحْرِقُ العِشْقُ وجْهِيَ، أَثْمَلُ
مِن نَكهةِ النَّارِ،
فِي رِئَتِي يَلتقِي زمَنُ الفرحِ المُتجَهِّمِ
والانتِظَار
تَسَلَّلْتُ مِن حَلكاتِ السُّؤالِ
العَقِيمْ
تَوضَّاتُ فِي غيمةٍ خَرَجَتْ من
غَدَائِرِ لَيلَى

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *