إلى محمّد الثبيتي ومَا كُنْتُ وَارِدَ مَكّةَ إلاَّ إليكْ
سلامٌ عليكْ
ياسر حجازي
1
لِمَكَّةَ قَلْبِيَ مُعْتَمِرَاً ثَوْبَهَا الأَسْوَدَ المَلَكَيَّ، وسَاحَاتُهُ ذَهَبٌ تَائِبٌ.
تَتَلَفَّتُ يُمْنَى ويُسْرَى عُيُونُ الدَّلِيلِ، المَدَى شَرَكٌ والنَّدَى لَيْلَكٌ؛
أَيْنَ بابُكَ يَا سَادِنَ القَلْبِ حتَّى يَلُوذَ بِهِ رَاهِبٌ
وَهَنَتْ قَدَمَاهُ اشْتِيَاقاً، وزَادَ إليكَ الطَّوَافْ
2
لِمَكَّةَ سَعْيُ الكلامِ إِلَى الوِرْدِ، رَعْيُ الغَرَامِ الصَّبُوحْ
وظنونُ الأسَاطيرِ كَاهِنَةٌ فِي الأعَالِي، وتَسْبِيْحَةٌ فِي مُحيَّا السُّفُوحْ
جَبَلٌ
تتنَفَّسُ مِنْ رِئَتَيْهِ الخَوَابِي،
وغَارٌ يَكُفُّ اعْتِكَافْ
3
لِمَكَّةَ مَا يَنْفُخُ الجِنُّ وَشْماً عَلَى سُرَّةِ امرَأَةٍ، مَلَكَ السِّحْرُ فِيْهَا أسَاريرَهَا؛
قَلْبُهَا قَفَصٌ، والعصَافِيْرُ شَوقُ الشَّبَابِيْكِ،
والمُبْتَلَى؟
سادنُ البيتِ
أَشْرَكَ بينَ الطُّقُوسِ وبينَ الشَّغَافْ
4
لِمَكَّةَ ..
تَرْنِيْمَةُ الدَّنِّ -مَا لَهُ صَاحِبةٌ تُؤْنِسُ البَالَ-
قَدْ سَوَّلَتْ دَمَهَا الثَّمَرَاتُ علَى أُمِّهَا واخْتَبَى اللَّوزُ؛
كَمْ وَسْوَسَ القَلْبُ للقَلْبِ أيَّامَهُ،
قَابَ وَرْدٍ وشَوْكٍ؛ ومَا من يَدٍ تُسْعِفُ الحُرَّ حِينَ يُضَامُ القِطَافْ
5
لِمَكَّةَ قُرَّةُ عَيْنِيَ، كَمْ صاحبٍ دَكَّ خَيْمَتَهُ قُرْبَ بَابِكَ، مُفْتَرِشاً قَلْبَهُ
والدِّنَانُ شَرَايِيْنُ نَادِلَةٍ، لَمْ تَدَعْ بَالَهُم مُشْرِكاً
صَاحِ،
يَا صَافياً يَغْبِطُ المَاءُ صَفْوَهُ،
يَا شَافياً يُرْتَجَى عَفْوَهُ..
علَّقَ الوَقْتُ فِيكَ قصَائدَهُ،
والرِّفَاقُ
مُعَلَّقَةٌ فِي هَوَاكَ سُلافْ
6
لِمَكَّةَ خَاتَمُ عُرْسِكَ، مَوْسِمُ غَرْسِكَ؛
سوفَ تَؤُوبُ إِلَى العَتَبَاتِ العَصَافِيْرُ، تلْْتَقِطُ الحَبَّ والحُبَّ،
ثُمَّ أرَاكَ كمَا كُنْتُ دَوْماً أرَاكْ
تَغْلِبُ القَهْرَ ضِحْكَتُكَ العَفَوِيَّةُ،
ثُمَّ وَربِّكَ -يَا صَاحِبِي- لَسْتَ تُنْسَى
ودَمْعاً
تَرَقْرَقَ غَمَّازَتَيْنِ بِخَدَّيْكَ: إنَّ السِّنِيْنَ عِجَافْ
7
لِمَكَّةَ …..
سَادِنُهَا النَّاسُ
سيِّدُهَا باذِخٌ؛
لَهُ بُرْدَةُ مِيْمٍ
وَهَيْبَةُ كَافْ
8
لِمَكَّةَ نُونٌ وقَافْ…
9
لِمَكَّةَ كُلُّ الحُرُوفِ، وكُلُّ السيُوفِ،
فَقُلْ لِلقَبَائِلِ: إنَّ الطَّرِيْقَ إِلَى سَاحَةِ القَلْبِ آمِنَةٌ
فَادْخُلُوهَا خِفَافْ
10
لِمَكَّةَ جُدْرَانُهَا
والقَصَائِدُ طَيْرٌ صَوَافْ
11
لِمَكَّةَ غُدْرَانُهَا
والجِبَالُ سَحَابٌ رَوَافْ
12
لِمَكَّةَ قُرْآنُهَا
والصَّلاةُ إلَيْهَا كََفَافْ
13
لِمَكَّةَ شَاعِرُهَا
مِنْ مَنَاةٍ،
وذُوْ رَحِمٍ بِمَنَافْ
14
لِمَكَّةَ نَائِلَةٌ
لا تُنَالُ
ومَا تَابَ عَنْها إِسَافْ
جدّة، كانون الثاني 2010
0 تعليق