ما نشرته جريدة الحياة الأسبوع الماضي على لسان يوسف بن محمد الثبيتي ، سيستفز أيَّ كائن كان ، لما فيه من كلام محزن و مؤلم ، بل و موغل في الإيلام عن شاعر مثَّل المملكة و حصل على جوائز دولية باسمها، وصار رمزاً من رموزها . و في النهاية ، هاهو صاحب البيت يطارد عائلته مطالباً إياهم بالإيجارات المتأخرة ، و هاهو البنك يقتطع معظم راتبه لتسديد قروض سابقة، لسقوطه إثر جلطة قلبية و دماغية ، و هاهي أسرته تعيش تحت تهديد الاستجداء ، إن لم يكن استجدت، في الوقت الذي تقدم فيه الأندية الأدبية و جمعيات الثقافة دروعاً متوالية له . دروعاً ليس عليها إلا الكلام الإنشائي .
أنا هنا لن أقع تحت تأثير الاستفزاز ، و سوف أسأل هذا السؤال نيابة عن محمد الثبيتي و عن كل مواطن في شرق أو غرب أو شمال أو جنوب المملكة ، سواء كان هذا المواطن شاعراً أو معلماً أو سائق شاحنة أو عسكرياً متقاعداً أو معلمة على بند الأجور أو بائعة بسطة أو مندوبة مبيعات :
– هل ستمانع الدولة وجود نظام حماية لأبنائها و بناتها من ظرف كهذا الظرف الذي يمر به الثبيتي ، أو يمر به أي مواطن أو مواطنة غيره ؟!
الإجابة :
– أكيد لن تمانع ، بل سترحب بهذا النظام أشد الترحيب ، إذ إنه سيغلق الباب أمام كل من يحاول استغلال مثل هذه الظروف للإساءة لها و لخدماتها .
أين محاولاتنا إذاً في إيجاد نظام إداري و مالي يقف مع مَنْ تسقطه الظروف الصحية أو المالية او الاجتماعية ؟! ألا يمكن أن نجد آلية تلقائية لفك خناق من تُغلق في وجهه ووجه عائلته الأبواب ؟؟ ألن يكون بمقدور إداريينا المعنيين بهذا الشأن أن يؤسسوا آلية لتسديد القروض ولدفع الإيجار و لتأمين عيشة كريمة للأطفال في حال سقط أبوهم أو سقطت أمهم ؟؟
يا أيها الإداريون . لقد ائتمنتكم الدولة على نفسها و على مواطنيها، فلا تتهاونوا بهذه الأمانة، و لا تتسببوا بمثل هذه المآسي .
سعد الدوسري
—————————
المصدر: صحيفة الرياض
0 تعليق