رسائل إلى الثبيتي

16 أبريل، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الشعراء | 0 تعليقات

-1-
ضاحكا لم تزلْ،
فكأن الشموسَ التي أشرقت أخذت ضوءها من يديك.
وكأن المساء الذي غاب – يا صاحبي –
مات حزنا عليك.
عُدْ لها
عُدْ لها
إنها سوف تفرحُ إنْ جئتها عائدا
سوف تدنو إليكْ.

-2-

صاحبي قد أطلتَ الغيابْ
– على غير ما عادة قد أطلتَ الغيابْ –
فقُلْ لي بربك ، قل حين تقررُ وقتَ الإيابْ.

-3-

كم الساعةِ الآن يا نائما لم تزل في الفِراش!
هل تدوزن أسطورة للغياب؟
أم تُعدُّ لنا قهوةً مستطابةَ حين تؤوب إلينا بسِفْرٍ جديد؟
كم الساعة الآن يا نائما، هل ستصحو على الواحدةْ ؟
هل ستخبِرُنا عن رحلة المكثِ ،
كم طولها ؟
وما رحلة المكثِ يا صاحبي !
لا تطلها ،
فأنا لا أحب المُقام على دمنةٍ باليةْ .

كم الساعة الآن يا نائما
كم هي الآن !
لا مواعيدَ في حضرة الشاعرِ ،
العائذِ من شقوتهِ بالغيابْ.
لا عذابْ ،
لا حزنَ ،
لا شيء يُتعبه ،
مكثه مستطابْ
….
….
سوف يرنو إلينا
وسألقاهُ في بطنِِ مكةَ
إنْ حانَ وقت الإيابْ.

-4-

سلامي عليك
سلامي عليك
كلما جئتُ نحو “حراءٍ” ذكرتُ الليالي معكْ.
فهل للتحنثِ من عودةٍ – سيد البيد- وألقاك يوما،
فلا تعتذرْ!
وهل يقطعُ الصمتَ صوتُك ؟
ذاتَ مساءٍ
وتملأُ مجلسنا ضحكا وغناء!
فمتى ستهلُ ؟
متى ستهل؟
فسلام عليك
وسلام عليك.
وسلام عليك.

-5-

“مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي
وفاتني الفجر إذ طالت تسابيحي”

قل لي بربك أي ريحٍ ترتجي ، وأي بحرٍ تمتطي
فأطلْ تسابيحَ الصباحْ.
وانظر لقرصِ الشمس إنْ جاءَ الرواح.
لكنَّ عُدْ ،
باللهِ عُدْ ،
فالشمسُ فارقتِ المدارْ.

-6-

صفْ لي بربك كيف تشعر بالفضاءِ..
المستمدِ من الفضاءْ.
صفْ لي الطريقَ
ولا طريقْ.
صفْ لي الزمانَ وقد نزعنا عنه سيرتهُ،
فصار بِلا زمانْ.
صفْ لي بربك ما تقول الفيزياء ، بلا قوانينٍ ولا بُعدٍ جديدٍ كيف نفهم ما تقول الفيزياءْ؟
أتعرف الأشياء من أرواحِها ؟ أم تعرفُ الأرواحَ من أشيائها ؟
لا لمسَ ،
لا طعما ،
ولا لونا ولا شيئاً تلوذُ بهِ،
سوى بُعدٍ خفيٍّ.
فصفهُ لي ،
إني تعبتُ من الحياةِ
(بلا حياة)
تعبتُ من هذا الفضاءِ ،
ومن بكاءِ المتعبين.
صفْ لي بربكَ ، هل رأيت الذاهبين إلى السماءْ.
وعُدْ – أقلَ كآبة – كما يعود الأوفياءُ.
وممتطيا قصيدتَك الطويلة ،
وغارقا في بحرها
ومُسهدا في رملها ،
ورافعا راياتِها البيضاء ،
تستقري الطوالعَ ما تقول.

قد صرتَ عرّاف القصيدةِ ،
لن يطول بك الغيابُ
وقد أمض بها البكاءْ.

-7-

يا ربِّ ! ما خلف الفضاء المستحيلِ
ما تفعل “الميتا” التي قالوا بأنْ لها مساراتٌ أخرْ.
أيجيءُ من يأتي بتفسيرٍ لِكُنهِ البُعدِ حين يعودُ
فنعرفُ ما استترْ ؟

-8-

سراب سديم
ومكان عظيم
وبينهما سيدٌ نائم،
بزّهما في المهابة.

-9-

ضُمني
حين تجيءُ على ذات فجرٍ جديدْ.
لا تقل لي نسيت التحايا، وبها رحلتُك السرمديةُ ،
ضمني كي تلاقى الضلوعُ ، الضلوعْ.
لا تكن هكذا ، صامتا ، كيسوع .
ولا تشكِ لي – صاحبي – ما لقيت ،
فإنيَ بعْدَكَ ، لقيتُ الذي ما أودُ لقاهْ.
فسئمتُ الحياةْ ،
ولقيتُ الطغاةْ.
وأنفتُ النفاق تخللَ حتى الجباه.
زمان رخيص
هلامٌ حياةٍ.
فأهٍ وأهْ .

-10-

إنَّ الجبلين وحدهما لا يلتقيان ،
فمتى نلتقي ،
متى نلتقي ؟

سعد الثقفي

مقالات مشابهة

ما مت يا سيد البيد

ما مت يا سيد البيد

وما مُتَّ ياسيد البيد .. بل أنت فينا ستبقى تهز الوريد . وما مُتَّ يا سيد الشعر .. يا من تثنت لكفك آيات سحرٍ ... وهَزَّ لك النخل جيد النشيد . وما مُتَّ ياسيد البيد .. يامضرج الليل بعد ارتحالك بالنور ذكرى ... ويا مسقي النحل شهداً .. وما مسنا منك إلا .. جمال الحياة...

كَأَنـَّكَ الشِّعْرُ

كَأَنـَّكَ الشِّعْرُ

في رثاء سيّد البيد و القوافل / مُحَمَّد الثـّـُبَيْتِيِّ ( كأنّيَ الموتُ كأنَّك  الموتُ كأنَّنا الموتُ ) ... ... ما الأخبارُ يا قلمي هُمْ رَاحِلُوْنَ وَ أَنْتَ الظَّاعِنُ الْـبَاقِي بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي البكاء كانت بوابة الريح هي بوابتي للدخول إلى عالم...

قال لي .. سيد البيد قبل الرحيل

قال لي .. سيد البيد قبل الرحيل

قبل أن يبلغ الموت غايته قال لي.. سيد البيد هلا ..وقفنا على الماء إن النهاية تعني ابتداء الطريق وان الرفاق يظنون أن الحقيقة وهم وان الصداقات تعني الضياع وان الأماني حريق قلت مهلا فمازال في الحكي متسع لا تقل .. مل  مني الرفاق سوف تحيا طويلا وتبقى نبيلا سوف يعتادك...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *