أفق ياسيد البيد
فالشعر من غيرك عار
ودروبه قفر ووحل
أنت الذي وشمت ذائقتنا بروح
الفيافي عندما تتعرى كي تحمي وردة
لم يكن محمد الثبيتي بعيدا عن محبيه، فهم على صلة به من خلال شعره أينما رحل أو أقام، فهو الرمز الذي رسم خارطة الشعر الحديث ليس على أرضه فقط بل تجاوزت قصيدته حدود العرب
لتعيد للجزيرة نكهة الشعراء الكبار، فهو الامتداد الطبيعي للشنفرى والأعشى وأبي تمام والبحتري، أعاد الشعر إلى نصاعة الأسلوب العربي الفاخر في آنية جديدة.
محمد الثبيتي هو ثمرة الحداثة الشعرية في البلاد، وهو الذي تلقى أسنة حداداً واتهامات ومضايقات وتهديداً ومع ذلك لم يلن، ومضى يكتب الشعر كما يهوى.
والذي أحزنني أن بعض المنغلقين فكريا شمتوا من حالته الصحية، وأخذ بعضهم يتضرع أن يرحل هذا الشاعر غير مأسوف عليه، هذه هي الفئة نفسها التي شمتت من رحيل الفنان طلال مداح على خشبة المسرح، ولم يتورع البعض منهم –أيضا- من سحبه إلى قاع جهنم كونه فناناً ملأ الدنيا شدوا وهو يغني للحب.
هؤلاء الشامتون الذين يقفون ضد الحياة والفن والجمال هم من علينا أن نترحم عليهم لضيق عقولهم وصدورهم.
وتغدو غيبوبة الثبيتي هربا من اللغط والسوداوية المقيتة المحاربة لكل مبدع داخل البلد، وكأن الفن جريمة، والإبداع فسوق وانحراف.
في مقابل كل ذلك لن يتوقف جريان الإبداع والكتابة ولن تتوقف الحياة عند مشيئة أفراد ليس لهم من الحياة سوى تضييقها..
ومن الواجب أيضا شكر كل من يقف الآن مع الشاعر الكبير محمد الثبيتي في محنته الصحية التي ألمت به، وعلى رأس هؤلاء خادم الحرمين الشريفين ومتابعة الأمير محمد بن نايف والوزير الدكتور عبد العزيز خوجه.
والتفات القيادة في مستوياتها المختلفة لرمز وطني كالثبيتي يجعل المثقف واثقا أن ما يقدمه من أدب هو محل تقدير الجميع.
وأن غبار الألسنة الحاقدة لن يغطش الرؤيا ولن يسلمنا للهاوية.
نسأل الله العظيم بعزته وقدرته أن يرفع عن محمد الثبيتي ويمن عليه بالشفاء ويعيده لزوجته وأسرته كما عهدناه سيدا للبيد.
عبده خال
—————————-
عكاظ ، 15/ مارس / 2009
0 تعليق