أبا يوسـ..

26 أبريل، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الكتاب | 0 تعليقات

“وعلام تذود الكرى
وتقيم الطقوس..
وألف من الفاتنات الأنيقات يفرحن
ما بينهن العروس..
ولا أنت أوتيت حكمة لقما
ولا هن أوتين فتنة يوس..”

محمد الثبيتي “أبا يوسف” كما يحب أن يكنيه مريدوه و”أبا يوس” كما أحببت وأحَبَّ أن أكنيه، يرقد اليوم -شفاه الله- في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن نقل إليه من أحد مستشفيات “مكَّة” حبيبة قلبه العليل الذي تأبط الوطن في بطينه الأيمن والشعر في بطينه الأيسر، ودفق لنا عبر خفقاته في خمسين عاما قصائد لا تشبه إلا الثبيتي.
اليوم تحاول “بوابة الريح” أن تعصف به وبـ”تراويحه” و “تسبيحه”، وتبقى “التضاريس” ثابتة، ويأبى الثبيتي إلا التمسك بالحياة رغم الوضع الصحي الحرج للشاعر الرمز.
تجلس إليه فيفوح طيبا، يغمرك بتواضع العظماء، وشيم العرب الأوائل.. وفي سيمياء وجهه الذي قدّ من أحد جبال الطائف، وامتلأ بالخضرة والماء؛ تعلوه الابتسامة حين تناقشه عن الذين حاربوه فيترفع عنهم، تسأله لماذا غبت عن الساحة في السنوات الماضية؟ فيجيب بهدوء ووقار أهل مكة “لقد عدت حين أدركت أننا في المرحلة المناسبة”.. فعاد الشاعر الفحل وملأ الدنيا ضجيجا وشعرا.
سيعود الثبيتي -بإذن الله- معافى إلى بيته وأهله وعشقه مكَّة، وأقول لابنه يوسف وإخوانه وأخواته ما قاله والدهم:
“إنه يطرق الباب
حيّوه..حيّوه
قد جاءكم من أقاصي الغياب
افتحوا الباب..
ثم أقيموا له في صدور المجالس
متكأً وشراب”

عيسى سوادي

——————–
صحيفة الوطن

مقالات مشابهة

عرَّاف البادية..!

عرَّاف البادية..!

في البواكير.. وبعيد تجاوزي لمرحلة المكتبة الخاصة بابن عمي (أو رَحِيمِيْ.. أي زوج أختي) حيث بدأت الولوج إلى عالم القراءة والكتب.. وحيث تخبَّطَتْ فيها مراهقتي أيما تخبُّط، حتى استقرَّتْ بكيفية لا يعلمها إلا الله! ولأدعِ الطابق (مستورا). فكنتُ قد أصبحتُ أبحث بنفسي في...

ما هو الشعر؟

ما هو الشعر؟

طلسم! كيف يتسلل إلى القلب حلولا ليس لك حول أن تصده، إلا مجادلة في بعض الكلمات والصور لعله يزيدك بالدهشات. إن ابتعدت عن النثر فبوسوسة منه كي أخلص له بلا شريك، وها يردني اليوم كي أكتب عنه، فلعله يتركني لمواضيع أخرى، يعرفها ولا يحبها، ويخشى أن تفسد ما بيننا من غموض...

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

في زيارتنا الأخيرة له.. سألني أحد الأصدقاء: ما شاء الله هذا بيته؟! ابتسمت ابتسامة باهتة، وقلت: بيت مين يا عم.. صحيح أنه شاعر عظيم يملك الكثير من (الأبيات) ولكنه يسكن شقة بالإيجار! والإشكالية الكبرى أن هناك مبالغ متراكمة على كاهله، بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *