“وعلام تذود الكرى
وتقيم الطقوس..
وألف من الفاتنات الأنيقات يفرحن
ما بينهن العروس..
ولا أنت أوتيت حكمة لقما
ولا هن أوتين فتنة يوس..”
محمد الثبيتي “أبا يوسف” كما يحب أن يكنيه مريدوه و”أبا يوس” كما أحببت وأحَبَّ أن أكنيه، يرقد اليوم -شفاه الله- في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن نقل إليه من أحد مستشفيات “مكَّة” حبيبة قلبه العليل الذي تأبط الوطن في بطينه الأيمن والشعر في بطينه الأيسر، ودفق لنا عبر خفقاته في خمسين عاما قصائد لا تشبه إلا الثبيتي.
اليوم تحاول “بوابة الريح” أن تعصف به وبـ”تراويحه” و “تسبيحه”، وتبقى “التضاريس” ثابتة، ويأبى الثبيتي إلا التمسك بالحياة رغم الوضع الصحي الحرج للشاعر الرمز.
تجلس إليه فيفوح طيبا، يغمرك بتواضع العظماء، وشيم العرب الأوائل.. وفي سيمياء وجهه الذي قدّ من أحد جبال الطائف، وامتلأ بالخضرة والماء؛ تعلوه الابتسامة حين تناقشه عن الذين حاربوه فيترفع عنهم، تسأله لماذا غبت عن الساحة في السنوات الماضية؟ فيجيب بهدوء ووقار أهل مكة “لقد عدت حين أدركت أننا في المرحلة المناسبة”.. فعاد الشاعر الفحل وملأ الدنيا ضجيجا وشعرا.
سيعود الثبيتي -بإذن الله- معافى إلى بيته وأهله وعشقه مكَّة، وأقول لابنه يوسف وإخوانه وأخواته ما قاله والدهم:
“إنه يطرق الباب
حيّوه..حيّوه
قد جاءكم من أقاصي الغياب
افتحوا الباب..
ثم أقيموا له في صدور المجالس
متكأً وشراب”
عيسى سوادي
——————–
صحيفة الوطن
0 تعليق