الشاعر محمد الثبيتي وعتبات الرحيل

5 مايو، 2010 | قراءات نقدية | 0 تعليقات

د. محمد صالح الشنطي
د. محمد صالح الشنطي

إنهم يشدون الرحيل إلى حيث المواسم الخضراء في زمن الموت ، مضى درويش وتبعه الطيب صالح ، وتبعه محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس ، وها هو شاعر (التضاريس) محمد الثبيتى يرقد في المستشفى غائبا عن الوعي بعد أن أمر العاهل السعودي بنقله على متن طائرة إخلاء طبي إلى المستشفى التخصصي في الرياض.
لم يكن الثبيتي مجرد شاعر لامع من شعراء الحجاز أو السعودية ، بل تجاوز هذا التوصيف ليصبح شعره – وبالتحديد قصيدته (التضاريس) – تدشينا لمرحلة جديدة من الإبداع الشعري ، فقد أثارت جدلا واسعا نبه إلى الفتنة النائمة في أحضان الحداثة ، فكان الاستنفار الواسع النطاق لكل حراس الفضيلة لكي يهبوا للذود عن حمى اللغة المستباحة والتراث المهدر على أيدي القرامزة الحمر – على حد تعبير الشاعر صالح جودت رحمه الله – أو القرامطة الجدد من الشعراء (سمهم ما شئت) ، وكان أن نشبت معركة التحدي التي لابد – إثرها – من اندحار أحد الخصمين من المحافظين أو الحداثيين ، وكانت تباشير المعركة قد بدأت منذ وقت مبكر في أواخر السبعينيات الميلادية بين غازي القصيبي الشاعر المجدد ، والمفكر المحسوب على الفريق الليبرالي ، ومحمد أحمد جمال المفكر والداعية الإسلامي الذي ، وقد احتدم السجال بينهما حول قضية متعلقة بما عرف بهجوم السلام آنذاك ، وانطوت على مفارقات غريبة ،
لا يتسع المجال للحديث عنها الآن ، وكان أن تدخلت جهات عليا لإيقاف هذا السجال ، وأعقب ذلك معارك صحفية بين الفريقين المحافظين والحداثيين ، وكان الاصطفاف ذا طابع أدبي نقدي في الملاحق الثقافية التي أضحت منابر فكرية يحاول كل فريق الهيمنة عليها ، وكان ملحق جريدة الندوة قد وقف في وجه السيل العرم الذي تدفق من ملحق جريدة عكاظ ومربد جريدة اليوم وثقافة الخميس في جريدة الرياض ، وبعض الملاحق الأخرى ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل شاركت النوادي الأدبية – التي تعتبر أهم المؤسسات الثقافية في السعودية – في الجدل حول الحداثة ، واحتل منبر نادي جدة الثقافي برئاسة عبد الفتاح أبو مدين مكانة متميزة ، فدعا إلى الحوار وحاول أن يقف موقفا وسطا بين الفريقين ، ولكنه لم يستطع أن يخف انحيازه إلى الحركة التجديدية ، وقد كان الدكتور عبد الله الغذامي نائبا لرئيس النادي ، وهو من أوائل الذين تزعموا حركة الحداثة فكرا وإبداعا ، خصوصا بعد أن عاد من بريطانيا بكتابه (الخطيئة والتكفير) الذي ألقى حجرا في المياه الراكدة ، واحتشد كل من الفريقين ليذود عن حماه.
إبان هذا المد المتصاعد لحركة الحداثة نشر الثبيتي قصيدته (التضاريس) ، وكان الشاعر قبلها قد أصدر ديوانبن أحدهما (عاشقة الزمن الوردي) وثانيهما (تهجيت حلما… تهجيت وهما) يشكل الثاني بدايات الاختراق للخطاب الشعري الذي كان سائدا من قبل حيث يقول:

المواسم تأتي مباغتة للتوجس
على طريق المجرة يبدأ من داخلي
فامتزجت مع الرمل
صرت بذورا
وصرت جذورا
وصرت بخورا
نفذت إلى رئة اليم.. طافت برأسي
الخيول الأصيلة

وواضح من لغة الشاعر أنه عمل على صياغة أسلوب في التشكيل الجمالي لم يكن مألوفا ، فالتوحد الصوفي في العناصر الكونية والفناء فيها ، ثم متابعة تجلياتها عبر فيض من الصور ، واللعب بالحروف وبالبنية الصرفية الكلمات في منظومة إيقاعية ذات قافية موحدة توازي الدلالة المستولدة من السياق الشعري ، ثم هذا الجمع الذي يبدوا عشوائيا لعناصر غير متجانسة دلاليا ، وكان هذا النهج الصياغي بداية الطريق لتشكيل مدهش ومباغت أكثر تعقيدا وغنى ، ويكاد يلامس سقف التجريد لدى أدونيس وعفيفي مطر وغيرهما ، ولكنه ظل نابضا بالحياة يتفاعل السطح الدلالي الأفقي مع انهمار عمودي لسيل من المعاني المتدفقة حافلة بالنصوص الغائبة المستدعاة عبر الأسطورة والمرجعيات الأخرى.
كان محمد الثبيتي واحدا من كوكبة من الشعراء الشباب الذين قادوا حركة الحداثة الشعرية في السعودية ، بل في منطقة الخليج العربي ، منهم عبد الله الصيخان وعلي الدميني ومحمد الحربي وأحمد الصالح ومحمد الدميني وعبد الله الزيد وغيرهم ، وقبلهم فوزية أبو خالد ، ثم خديجة العمري ، وخرج هؤلاء من عباءة الشاعر محمد العلي الذي أسس لهذا لتيار الشعري. غير أن الثبيتي كان الأجرأ على المغامرة اللغوية ، فكان ديوان التضاريس الذي أثار زوبعة في الساحة الثقافية السعودية ، وتجاوز أثره البعد الثقافي إلى الاجتماعي والديني على وجه التحديد لأن الكاتب استثمر القرآن الكريم في تداخلاته النصوصية في إطار رؤية يغلفها الغموض فانفتحت قصائده على فضاءات من التأويل ، وأدى ذلك إلى إثارة فريق من الدعاة الذين هاجموه على أعواد المنابر في المساجد والمنتديات ، وكان المناخ السائد معبأ ضد الحداثة ، خصوصا بعد صدور كتاب الدكتور الغذامي (الخطيئة والتكفير) وما أثاره من جدل تجاوز الفريق المحافظ إلى الليبراليين ، الأمر الذي حدا بكاتبه الذي كان أستاذا في جامعة الملك عبد العزيز وهو الناقد المعروف إلى مغادرة جدة إلى الرياض للعمل في جامعة الملك سعود ، أما الثبيتي فاشتدت الحملة عليه إثر صدور ديوانه (التضاريس) عن النادي الثقافي بجدة ، وترشيحه لنيل جائزة الإبداع ، وكانت اللجنة المحكمة تضم الدكتور أحمد كمال زكي وكاتب هذه السطور ، وأعلن فوز الشاعر بالجائزة الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من المحافظين ، وكان أن استعد النادي لمنح الجائزة فكلف الدكتور مصطفى ناصف الناقد المصري المعروف بإلقاء محاضرة عن الشاعر في يوم تكريمه ، ولكن الحملة اشتدت عليه فاضطر النادي إلى إلغاء الاحتفال ، وغير المحاضر موضوع المحاضرة وتم تلافي ما كان يمكن أن ينجم من مضاعفات: وإثر ذلك طلب محرر الثقافة والأدب في جريدة (المسلمون) الدولية التي كانت تصدر عن جريدة الشرق الأوسط مني أن أكتب مقالة أبين الأسباب التي بررت منح الشاعر الثبيتي جائزة الإبداع فاستجبت للطلب ، وأرسلت مقالة ضافية وضحت فيها رؤيتي للقيمة الفنية للديوان بوصفه منعطفا مهما في الخطاب الشعري السعودي ، وانتظرت نشر المقالة ، ولكنني فوجئت بنشر مقالة أخرى في الاتجاه الآخر المناوئ للشاعر ، وضد منحه الجائزة ، وعلمت فيما بعد أن المحرر الأدبي الصديق أحمد بهكلي قد قدم استقالته من الجريدة إثر رفض رئيس التحرير آنذاك نشر المقالة كما أخبرني شخصيا لأسباب تتعلق بالأجواء السائدة التي كانت معبأة ضد الشاعر بوصفه شاعرا حداثيا.
وعرفت فيما بعد أن ديوان التضاريس لم يعد قيد التداول بسبب تلك الأزمة التى سماها الدكتور شاكر النابلسي بـ(نكبة البراعمة) ، وأستذكر هذه الوقائع الآن بعد أن أصبح الشاعر الثبيتي – الذي أرجو له الشفاء – في خطر يهدد حياته ، وقصيدته التي أثارت كل تلك الزوبعة ، وهي قصيدة التضاريس ، وأبرز ما يميزها استثمار مكونات المكان وتراثه في تشكيل البنية الدلالية مستلهما معطيات الزمن التاريخي بآفاقه ومنعطفاته ، ومن ثم استشراف المرحلة بمختلف أبعادها وتوظيف الكليات في غير تفتيت للوحدة الزمنية أو وقوع في أسر المطلق ، والعناوين الفرعية للقصيدة تشكل مفاقيح الدلالة.
العنوان الأول (ترتيلة البدء) تومئ الى توظيف البعد الطقسي الروحي الذي يشكل إحدى الملامح الثقافية المهمة قي البنية التكوينية للشخصية العربية ، أما العنوان الثاني (القرين) فهو هاجس الشاعر العربي منذ أن ارتادت كلماته مجاهل عالمه الصحراوي المشرع الأبواب ، المنفتح على فضاءاته الكونية ، إذ كان ما عرف في أدبيات النقد بـ(التجريد) في مطالع القصائد ، حيث استحضار الآخر ومخاطبته تأكيدا لحضور هذا القرين ، كما أن حضور (الشيطان) الإبداعي في أسطورة الخلق الشعري دليل على رسوخ هذا الاعتقاد. وهذا يقود إلى العنوان الفرعي الثالث من عناوين القصيدة (الصعلوك) ، فالصعلكة – وهي رديف التمرد والثورة – من حقائق الكينونة الإبداعية ، وشخصية الصعلوك ظلت محورا مهما من محاور القصيدة العربية الحديثة عند كثير من الشعراء. والصدى – العنوان الرابع من عناوين القصيدة – رجع الصوت في تلك الآفاق الفسيحة المرتد بعد اصطدامه بتضاريس المكان ، وهو يتيح لصاحبه أن يتأمل ما نطق به ويتمثل نبرات صوته ، وأما (الفرس) عنوان المقطع الخامس من مقاطع القصيدة ، فيشير إلى إحدى القيم الرفيعة وهي الفروسية ، وكثيرا ما تتماهى المرأة في الفرس ، والفروسية تتواشج وجوديا مع الإنسان والمكان والتاريخ. والعنوان السادس (البابلي) يبدو ذا دلالة على كائن أسطوري يستحضر التاريخ في دورته الأزلية ، وهو رمز البعث المتجدد ، ودلالته تنداح في دوائر فسيحة تنطوي على طقوس الموت والولادة وتجليات الغياب والحضور والنهوض والانبعاث: أما البشير (العنوان السابع ) فيرتبط بالعراف حيث نعود إلى نقطة البدء في القصيدة التي يستهلها بقوله:

جئت عرافا لهذا الرمل
استقصي احتمالات السواد

إنه يحمل النبوءة مكرسا فعل الانبعاث في زمن الموت والارتكاس: و(الأجنة ) العنوان الثامن الذي أراد أن يكسر به أفق التوقع في خروجه على العدد (سبعة) في دلالته الشعائرية ، فالأجنة هم ذخيرة الرؤية المستكنة في ضمير الغيب التي ينتظر أن يتمخض عنها الزمن الآتي الطالع من قلب الجرح.
إن العناوين الثمانية تشكل المعالم الفنية للقصيدة تحفل بالحركة الدرامية وتضج بالحوارات ، وتخترق طبقات الوعي ، يطغى على غنائية الصوت دون أن يلغيه ، ينفذ عبر العمق السحيق للأسطورة بتعددية الأصوات تقيم بناءا أوركستراليا ملحميا.
أهم ما يميز محمد الثبيتي خصوصيته ، فهو منغرس في رمل الصحراء يعانق النخيل ، ويخاطب الشجر والبشر والأثافي ويستلهم أساطيرها وحكاياتها ويتماهى مع صفائها وبساطة العيش فيها ، ويعانق السحاب والعواصف ويلملم النثار المتطايرة مع الريح والغبار ، يخاطب المجهول ، ويجرده رفيقا في الصحراء وطيفا وجوديا يمثل أسطورة التكوين:

ضمني ثم أوقفني في الرمال
ودعاني
بحاء وميم وحاء ودال
واستوى ساطعا في يقيني
وقال:
أنت والنخل فرعان

هذا المنحى في التعبير حيث السرد المترع بالحوار ينتمي إلى ما أسماه الدكتور صلاح فضل بالأسلوب الحيوي ، ولكنه يتجاوز توصيفات فضل لهذا لنمط إلى رؤيوية المنزع حيث يتم التوسل بالمحسوس لتجاوزه والتحليق به إلى آفاق حلمية تتراءى عبرها تجليات أبعد من تضاريس المشهد الذي أنتجه المخيال الشعري ، فعلى الرغم من حسية المرئي والملموس فإن شريط الرؤى المكتظ بعناصره ينسج في فضاء القصيدة عالما حلميا تتسارع حركته مخترقة سجف الذاكرة قارة في جوهر الحدس ، فأنت تلمس زحمة السرد حد الاختناق ، ولكنك ما تلبث أن تفترع عالما سديميا بكرا.

أنت اقترعت بنات النوى
ورفعت النواقيس
هن اعتزمن بسر النوى
أنت والنخل طفلان
واحد يتردد بين الفصول
وثان يردد بين الفصول
أصادق الشوارع
والرمل والمزارع

ويمضي مسترسلا يتقصى ما حوله في رفقة حميمة تقوده إلى الفناء في الأكوان والأزمان الأشياء والأحياء جاعلا من النخيل محورا رئيسا ، حيث يطوف ما يطوف وينتهي ليتوسد جذعها ـ فهي الكلمة المفتاح التي تستكشف عوالم الشاعر المستكنة في وجدانه ، فهو بعد أن كان يبتاع الأساطير في (التضاريس ) أصبح يترسخ فيها ويتوحد في نسغها. من هنا كان ذلك نقلة مهمة في موقف الشاعر: كا نت تضاريسه مثقلة بالبحث عن النبوءة (جئت عرافا لهذا الرمل استقصي احتمالات السواد) ، وكان استثماره للتناص القرآني مكثفا بما يتفق مع توقه الحميم إلى المعرفة ، وشوقه المحتدم إلى استشراف الآتي الذي بدا مغلفا بالضباب:

من شفاهي تقطر الشمس
وصمتي لغة شاهقة تتلو أسارير البلاد

وكانت (تغريبة المطر والقوافل) ومن بعدها (سيد البيد) تحمل موقفا متجددا له طابعه الملحمي المشحون بحمولات فائقة من البطولة المشتهاة دون أن يتخلى عن غنائيته المستقطرة ، وأما القصيدة الموسومة بـ(موقف الرمال موقف الجناس ) فقد خفت فيها حدة الاحتدام الداخلي والزخم التعبيري بحمولاته الأسطورية التي أثخنت السياق الشعري بطاقة تصويرية ودلالية بالغة التركيز. لقد اقترب من النهج الدرويشي فقد أثخن السياق بشظايا الصور والمشاهد ونثارات الرؤى المفعمة بحسية الصورة وتشتتها ، غير أنه ظل يتعاطى مع بعدها الآخر الأسطوري ، فلم يكف عن استدعاءاته المتعددة في مصادرها ومرجعياتها وحوارياته المقتضبة المترعة بلغة ذات عمق دلالي يحتاج إلى غواص ماهر ، دون أن تثقل مفرداته بمجازات مرهقة في التأويل وبالصور المتشابكة في النسيج ، فقد ظلت لغته طازجة وفورية:

“أي بحر تجيد أي حبر تريد”

ولعله من الواضح أن الشاعر يستدعي درويش في هذه العبارة: سيدي لم يعد سيدي ـ ويدي لم تعد بيدي” وقد دأب على استلهام النص القرآني الكريم ومفردات الثقافة الإسلامية بعامة ، وظل يتعامل مع اللغة بمنطقه الخاص ، وبمنطق يرى في حرية الإسناد والانحراف الدلالي عن المألوف مدخلا للتحديث الجمالي حيث يقول:

حين استبد بك الهوى
فشققت بين (القريتين) عصاك
وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة
والأهلة حول وجهك مسته

وليس أدل على نضج اللغة الشعرية عند محمد الثبيتي من قدرته على حشد الطاقة الإيحائية وتعبئة المذخور الدلالي من تماسك ذلك النسيج على الرغم من تنافر الخيوط ، وتباعد حقول انتماءاتها

دارت الشمس حول المدينةً فانشطر البابليُّ
وأصبح نصفين
نصف يعب نخاع السنينً
وآخرُ يصنع آنية للشرابْ.
مسه الضر هذا البعيد القريب المسجّى
بأجنحة الطيرً
شاخت على ساعديهً الطحالب
والنمل يأكل أجفانه..
والذبابْ
مات ثم أنابْ.
مات ثم أنابْ
مات ثم أنابْ

هذا التطريز المتمهل للمشهد بألوانه المتمازجة من مصدر كوني وآخر أسطوري وثالث فوري يومي ، وهذه الخلطة الأسطورية ذات إيقاع طقسي تكتظ به ترانيم موقعة بعناية وأناقة تتمثل في ترتيبه للحركة السردية المشهدية ، وتقسيماته الممنطقة ، وكثافة الإيقاع المستقى مباشرة من معين الموسيقى التقليدية القائمة على القافية والتناغم الصوتي ووقع المشهد الخيالي في تسارعه البطيء والتماثل والتكرار في نغمته الشعائرية الجنائزية.
هذا هو محمد الثبيتي الذي أردت أن أقارب كونه الشعري في ملامسة خفيفة وأنا أسترجع ما انتهى إليه من عزلة اختيارية أليق بالناسك الفنان. إنه يرقد على سرير المرض على التخوم الفاصلة بين عالمين آمل له النجاة.

د. محمد صالح الشنطي

مقالات مشابهة

قصيدة ما قبل النفطي

قصيدة ما قبل النفطي

 قصيدة ما قبل النفطي الحدث الشعري في “موقف الرمال/موقف الجناس” لمحمد الثبيتي   حاتم الزهراني* يمكن مقاربة المشروع الجمالي للشاعر السعودي محمد الثبيتي (1952—2011) بتحليل نصوص "الذروة الشعرية" في ديوانه؛ وهي نصوص المرحلة التي بدأت بمجموعة "التضاريس"([1]) لتحدث...

المغامرة الإيقاعية وتنوّع الأشكال الشعرية في شعر الثبيتي

المغامرة الإيقاعية وتنوّع الأشكال الشعرية في شعر الثبيتي

يحرص الثّبيتي على تنويع الأشكال الشّعريّة في مدوّنته، ساعيا من وراء ذلك إلى اختبار الممكنات الجماليّة لكلّ شكل شعريّ. ولا عجب، فلكلّ شَكْلٍ شعريّ إرث من الأساليب الفنيّة المستعملة فيه تَسِمُهُ بمَلْمَحٍ خاصّ. ولقد كان الثّبيتي مدركا تمام الإدراك لهذا الأمر، فلم...

عتبات التهجي قراءة أولى في التجربة الشعرية عند الشاعر محمد الثبيتي*

عتبات التهجي قراءة أولى في التجربة الشعرية عند الشاعر محمد الثبيتي*

ساهم تسارع تطور التجربة الشعرية عند محمد الثبيتي في رفع وتيرة الإرباك الذي مس من كانوا يناصرون تلك التجربة بقدر ما مس أولئك الذين كانوا يناصبونها العداء، واقتسم الفريقان الحيرة إزاء هذه اللغة الجديدة التي كانت تشكل لفريق تبشيراً بآفاق جديدة موغلة في الحداثة، كما...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *