الثبيتي الشاعر ويبقى كذلك !

18 يونيو، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الكتاب | 0 تعليقات

نزار محمد الثبيتي يقول إن الرئيس التنفيذي لمدينة الأمير سلطان الإنسانية لم يقدم كما قال ــ له ــ ولا لوالده الشاعر المعروف محمد الثبيتي تذاكر السفر إلى جدة!!
بل الذي بادر إلى ذلك بأريحية أقدم لها الشكر الجزيل هو الصديق الوفي للثبيتي الشاعر عبد الله الصيخان! ومن جيبه الخاص! كما يقول الابن نزار إن والده الشاعر المخلص محمد الثبيتي أخرجوه من المدينة الإنسانية، كي يبحث عن مكان آخر يقدم له الرعاية التأهيلية المتخصصة فيها مدينة الأمير سلطان بلا منافس! يعني أخرجوه من المكان الأصلي المتخصص كي يبحث بنفسه عن البديل اللا متخصص واللا منافس!!

أما أنا، أيها القراء الكرام، فلا قلت ولا أقول… ما زلت حتى هذه اللحظة أجد صعوبة أن أصدق ذاك الكلام الموجع، وما زلت أجد صعوبة أن أصدق ما حظي به الشاعر المعروف محمد الثبيتي… من تجاهل ونكران! يا الله ما هذا الذي يحدث! ولا أصدق قط لأني على يقين أن هذا النحيب من ابن الشاعر المعروف لا ينسجم مطلقا مع الصيت لهذا البلد الأمين!
إن في الأمر غموضا فمن يجليه!! هذا محمد الثبيتي يا بلادي الطيبة المفتوحة أذرعها لاحتضان أوجاع الآخرين كل الآخرين المجهولين منهم والمعروفين، المغمورين… والمشهورين! كم أديب لا يحمل جنسيتها مدت له اليمين ثم الشمال وفتحت له أبواب العلاج والأمل! كم مشرد مجهول الانتماء قدمت له الإيواء والسكن.. كم جسور طبية أقيمت تعبر المحيطات والبراري وكم مخيمات إيواء اتسعت للمحرومين واللاجئين.. كم.. وكم! كنت قبل مدة قد صادفت عبر الشاشة التلفزيونية لقاء متلفزا مع المطربة صباح وهي تعيش أرذل العمر تقول في وضوح ووفاء لولا السعوديون ما وجدت العلاج ولا الإيواء بعد رحلتي الطويلة مع الفن! واذا لم يكن الثبيتي صباح… يكفيه أنه الشاعر محمد الثبيتي! هذا شاعرك يا بلادي الطيبة قد سقط محمولا على سرير مستأجر يركب الخطوط السعودية إلى المنطقة الغربية خارجا من المستشفى الذي عالجه ليجد أمامه المجهول يحتضنه! وأجزم أن هذا لا يرضي أبدا هذا البلد الطاهر الأمين. هذا شاعرك ابنك كان يعمل في وضح النهار متدثرا باسمك في مهمة عمل ينثر فيها عبقك وبوح صيتك في الأرض ثم قدر الله وما شاء فعل… فهل ننساه لأنه لم يعد يغرد.. ولم يعد واقفا يمشي إلى اجتماعه في مهمة عمل!
الحقيقة، إنها حال مؤسفة وموجعة تنذر بالخطر أن يصافح الباقون الذين لا يزالون يمشون فوق الأرض أيادي الآخرين حتى لا يأتيهم يوم يقعون فيه من على المنصة فلا يجدون أحدا!! يطعمهم من جوع أو يؤمنهم من خوف، في حين أن بلادنا الواثقة حتى الجاني احتضنته! هذه هي بلادنا التي نعرفها فلن تتسع لكل أولئك وتضيق عن الثبيتي.. قولوا لي غير هذا الكلام.. إنها إنسانيات ليست للجدال أليس كذلك؟!

جهير بنت عبدالله المساعد

————————–
المصدر: صحيفة عكاظ

مقالات مشابهة

عرَّاف البادية..!

عرَّاف البادية..!

في البواكير.. وبعيد تجاوزي لمرحلة المكتبة الخاصة بابن عمي (أو رَحِيمِيْ.. أي زوج أختي) حيث بدأت الولوج إلى عالم القراءة والكتب.. وحيث تخبَّطَتْ فيها مراهقتي أيما تخبُّط، حتى استقرَّتْ بكيفية لا يعلمها إلا الله! ولأدعِ الطابق (مستورا). فكنتُ قد أصبحتُ أبحث بنفسي في...

ما هو الشعر؟

ما هو الشعر؟

طلسم! كيف يتسلل إلى القلب حلولا ليس لك حول أن تصده، إلا مجادلة في بعض الكلمات والصور لعله يزيدك بالدهشات. إن ابتعدت عن النثر فبوسوسة منه كي أخلص له بلا شريك، وها يردني اليوم كي أكتب عنه، فلعله يتركني لمواضيع أخرى، يعرفها ولا يحبها، ويخشى أن تفسد ما بيننا من غموض...

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

في زيارتنا الأخيرة له.. سألني أحد الأصدقاء: ما شاء الله هذا بيته؟! ابتسمت ابتسامة باهتة، وقلت: بيت مين يا عم.. صحيح أنه شاعر عظيم يملك الكثير من (الأبيات) ولكنه يسكن شقة بالإيجار! والإشكالية الكبرى أن هناك مبالغ متراكمة على كاهله، بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *