أبهرت ورشة العمل المسرحي بجمعية الثقافة والفنون بالطائف الحضور عندما قدمت عرضها الأول لمسرحية “كنا صديقين” على مسرح قاعة فهد ردة الحارثي بمقر الجمعية بحي الفيصلية، حيث تمازجت عناصر الإبداع الجسدي للممثلين مع الإضاءات الملونة والمقاطع الموسيقية المتسقة مع النص ببراعة زادها تكاملية فنية صاخبة صوت شاعر البيد المُنكّه بالعنب الطائفي محمد الثبيتي الذي أهديت له هذه المسرحية.
وقد أوضح “للرياض” مؤلف ومخرج المسرحية المسرحي المبدع فهد ردة الحارثي عن أن نص المسرحية يتحدث عن صديقين يعملان في المسرح وكانا يملكان مشروعاً مسرحياً نبيلاً غير أن أحدهما تخلى عنه بسبب عروض سينمائية وتلفزيونية جذبته وجعلته يترك زميله الآخر في مشروعه لوحده مما جعله هو الآخر يتوقف عنه لعدم وجود الدعم وبالتالي تملكه الإحباط ليبدأ عندها نص المسرحية بطرح مشاكل المسرح العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة.
وأضاف الحارثي بأن النص يطرح أيضاً علاقة المثقف بالمثقف وعلاقة المسرحي بالمسرحي وعلاقة الإنسان بالإنسان وعلاقة المحيطات الاستهلاكية بإنسان اليوم، وعن ما إذا كان نصه يعد إسقاطات للمسرح السعودي على وجه التحديد، أشار الحارثي إلى أن المسرح العربي يعاني من هذه الإشكالات باختلاف النسبة والتناسب، مبيناً أن المسرح السعودي تحولت مع الزمن مشكلاته إلى إعاقات تحتاج لعلاج طويل.
وعن سر استخدامه كمخرج لأدوات مسرحية مكررة لكنها كانت توظف في كل مرة بطريقة مبتكرة، قال إن المسرح كائن حي يتفاعل مع محيطه وتدور أدواته، مبيناً أنه تعامل معه الآن كمخرج عبر تحويله للبسيط إلى مدهش معتبراً أن ذلك هو الفن في تفسيره العام، وعدّ الشاعر محمد الثبيتي جزءا من ثقافتنا لكنه للأسف تعرض لإنتكاسة صحية تبعتها إنتكاسة تعامل معتقداً لو أن الثبيتي كان لاعب كرة لاختلف وضعه عن ما هو الآن ولما بقي حبيس بيته كغرفة باردة.
من جانبه أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي بأن الشاعر محمد الثبيتي قامة شعرية كبيرة محلياً وعربياً معتبراً قصائده ذات منهجية جعلته سورا عظيما للشعر السعودي المعاصر، مضيفاً أنه يستحق أكثر من مجرد إهداء هذه المسرحية “المميزة المليئة بالدلالات العميقة جداً بنصها المفتوح للمتلقي على اختلاف ثقافاته”.
وقال الشاعر العراقي عدنان الصائغ الذي حضر العرض المسرحي بأن ما شاهده أعطى انطباعاً جميلاً للحركة المسرحية في المملكة، وأشاد الصائغ بالمؤلف والمخرج فهد ردة لأنه استطاع استغلال الفضاء المسرحي عبر ملئه بحركات جميلة ومعبرة، وشبّه الشاعر محمد الثبيتي بطائر العنقاء للشعر السعودي والعربي مشيراً بأن صديقه الذي يمسك بطرفي الجرأة في الطرح والفنية العالية متمنياً له العمر المديد.
هذا وذكر عضو لجنة التصوير الضوئي الفوتوغرافي في الجمعية زياد الخديدي بأن مسرحية “كنا صديقين” هي امتداد لما قدمته ورشة العمل المسرحي بالطائف سابقاً وحالياً من رسائل اجتماعية وثقافية مهمة كان أبرزها ما يعانيه المسرحيون من عقبات ومن فضول الدخلاء على هذا الفن الراقي، مشيراً إلى أن هناك العديد من الفعاليات الصيفية التي ستقدمها الجمعية خلال الصيف الجاري.
من جهته أكد مذيع قناة الثقافية ظافر الخثعمي بأن القناة ستعرض مسرحية “كنا صديقين” الخميس المقبل عبر برنامج “الطائف أحلى”، وقال الخثعمي إن العرض المبهر لهذا المسرحية يجعلنا كإعلاميين نضاعف الجهد لإبراز الجهود الكبيرة لمنسوبي ورشة العمل المسرحي بالطائف الذين اعتدنا منهم مثل هذه الإبداعات المسرحية.
يذكر أن الأدوار المسرحية قام بها كلٌ من الممثلين مساعد الزهراني وسامي الزهراني وصقر القرني وممدوح الغشمري وحسين مشعل وعبدالعزيز الحارثي وحسين الفيفي، فيما كان الطاقم الفني مكوناً من أحمد الأحمري مشرفاً فنياً وجميل عسيري مؤثرات ضوئية ومحمد العصيمي مؤثرات صوتية وجمعان الذويبي مساعد مخرج، وسيكون العرض الثاني للمسرحية يوم غدٍ الأحد في الساعة التاسعة والنصف في نفس المكان.
المصدر: صحيفة الرياض
0 تعليق