سيد البيد

25 يناير، 2011 | في تأبين سيد البيد | 0 تعليقات

سيد البيد غادرها ظامئا
في المساء
وودعنا صامتا
وهي تمطر
والأرض معشبة حوله
والسماء تحلق في بعدها
وهو يومئ مستشرفا زمنا
في السماء

هكذا مضى سيد البيد
في آخر النهر والقلب إلى السماء
والناس يظنون أن الرحلة إلى السماء غياب
وأنها الحضور في الخلود الأبدي.
ذهب الشاعر وهو يردد” ترتيلة البدء”
وفي الختام ، بعد أن كابد الأرض والماء
والأرجوان (ما احتسى غير كأس ثمالتها:
الشعر والأرض
والماء والأرجوان)
رحل شاعر التضاريس بعد أن ملأ زمنه الشعري بشاعرية الصوت الجديد.
ودهشة اللغة المبتكرة
ولماحية الصورة
المشتعلة بالأنهار
والذهول والغموض الشفيف
والنبض الرهيف
ما مر كالطيف
وإنما عبر في البراري
الظمأ واللهفة
يجتلي في الفضاءات البعيدة ينابيع
محبته لماء جديد.
ذهب ولم يترك عنوانه، ولكنه نقش حرفه في أيقونات جيلين من الشعراء، الذين أشرأبت وجوههم بعده وعليهم سيماء:
التضاريس .. والشاذلية والزعفران والعنب الرازقي والدرك.
رحم الله سيد البيد والعزاء فيه مقام.

فاروق بنجر

———————-

المصدر: الوطن

مقالات مشابهة

رحل الثبيتي تاركاً حياة ممتدة من كلمات

رحل الثبيتي تاركاً حياة ممتدة من كلمات

الشاعر لا يتركنا ويمضي بسلام، بل يجرعنا الغصص وهو يبتعد تاركاً بين أيدينا كما هائلا من التذكارات، حروفاً وكلمات، مشاعر وتعاويذ، قادرة ربما على صياغتنا وما حولنا من حياة، إن نحن أجدنا الاستماع إلى ما نفث من تأملات.الشاعر عبدالله ثابت قال عن رحيل محمد الثبيتي: آلمني...

لحظة موت شاعر

لحظة موت شاعر

إنها لحظة.. لحظة قصيرة جدًّا في أول تلك اللحظة ترتفع أصوات وربما تحصل جلبة وصراخ، مثل بقية خلق الله، لكن بما أن الذي سيموت هو شاعر فإن اللغة تبدو كما يقول محمّد الثبيتي رحمة الله: بيضاء كالقار نافرة كعروق الزجاجة حين يموت شاعر تنعقد ألسنة الكون، وتلوذ رياح المشاعر...

محمّد الثبيتي.. صاحبي في الصمت والحزن الفصيح

محمّد الثبيتي.. صاحبي في الصمت والحزن الفصيح

جثم الحزن على قلبي وأنا أتلقى نبأ رحيل شاعرنا الكبير محمّد الثبيتي - رحمه الله - يوم الجمعة العاشر من صفر 1421هـ الموافق لليوم الرابع عشر من شهر يناير 2011م، وتبدت أمامي صورة ما زالت عالقة بذاكرتي، يوم أن نقل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، كنت وقتها من بين من...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *