* إلى الشاعر محمد الثبيتي
سَألتُ الدُّجَى عَنْكَ،
لَمْ يَكْشِفِ السِّــرَّ
طَرَّ الشَّفَقْ
فَقُلتُ :
«أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ» يَا سُهْدُ
صُبَّ الأَلَقْ
لِـمَنْ فَاضَ مِنْ سُقْمِهِ الصَّبْرُ،
حَتَّى اخْتَنَقْ
يُصَعِّدُ فِي الغَارِ أَشْعَارَهُ البِيْضَ
وَالرِّيْحُ تَذْرُو الرُّؤَى فِي الغَسَقْ
«أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ»
صُبَّ الشُّمُوْسَ
بِأَقْدَاحِنَا السُّوْدِ
«يَا سَيِّدَ البِيْدِ»
عَلَّ النُّفُوْسَ
تَفِيْضُ عَلَى حُزْنِ صَمْتِ الوَرَقْ
كَتَبتُ عَلَى خَدِّ «بَوَّابَةِ الرِّيْحِ»
اِسْمِيْ
وَقُلْتُ لَهَا أَنْ تُسَمِّيْ
عَلَيْكَ ابْتِدَاءً، وَتَرْمِيْ
شِغَافَ التَّحَايَا التِيْ أَرَّقَتْهَا
رَبَابَاتُ رُوْحٍ
تَشُدُّ القَرَارَ الـمُعَنَّى
بِصَوْتِكَ
رَغْمَ التِهَابِ الظَّمَا
دُوْنَ إِثْمِ
وَقُلْتُ لَهَا :
إِنَّ خَلْفَكِ قَلْباً
يَنُوْءُ بِهَمِّ ..
عَلَيْهِ قَمِيْصُ الـجِرَاحَاتِ يُخْفِيْ
مَسَارَاتِ نَـجْمِ
فَهَلْ تَفْتَحِيـْنَ الضُّلُوْعَ الـمُدَمَّاةَ
كَيْ تُبْصِرَ الهَمْسَ
عَيْنَا «هَوَازِنَ»
فِي مُقْلَتَيْ وَالِدٍ
يَـمَّمَتْهُ العَذَابَاتُ شَطْرَ الغَرَقْ ؟
وَهَلْ تَـمْنَحِيـْنَ «لِيُوسُفَ» بُشْرَاكِ
كَيْمَا يُغَرْغِرَ فِيْهِ الرَّمَقْ ؟
أَدِرْ مُهْجَةَ الشِّعْرِ
صُبَّ البُحُوْرْ
عَلَى شَوْكِ صَحْرَائِنَا اللاَّتَثُورْ
وَجَرِّدْ حُسَامَ القَوَافِيْ
نُـجُوماً
بِوَادِيْ القُرَى
وَاسْتَقِلَّ الأَثِيــرْ
وَأَطْلِقْ جِيَادَ الـمَعَانِي
عِرَاباً
وَمَزِّقْ سُدُوْفَ السُّبَاتِ الـمَرِيــرْ
أَعِدْ أَبْجَدِيَّتَنَا مِنْ جَدِيْدٍ
إِلَى شَاشَةِ الكَوْنِ
وَاغْزُ العُصُورْ ..
تَـحَمَّلْ جِرَاحَكَ
يَا نَـجْلَ مَكَّةَ
إِنِّيْ عَلَى البُعْدِ
أُزْجِي السلامْ
وَحَوِّلْ مَرَايَاكَ لِلبَيْتِ
كَبِّرْ
وَطُفْ بِاليَمَانِـيِّ
لُذْ بِالـمَقَامّْ
وَقُلْ لِلسَّمَاءِ التِيْ أَمْطَرَتْكَ :
– ازْرَعِيْنِي عُقَاباً بِوَجْهِ الظَّلامْ
وَحُثَّ الصَّدَى
فِي جِبَالِ التَّجَلِّيْ
لِتُرْجِعَ لِلرَّمْلِ أَصْلَ الكَلامْ !
جنة القريني
أغسطس 2010
0 تعليق