في رثاء سيّد البيد و القوافل / مُحَمَّد الثـّـُبَيْتِيِّ
( كأنّيَ الموتُ
كأنَّك الموتُ
كأنَّنا الموتُ )
…
…
ما الأخبارُ يا قلمي
هُمْ رَاحِلُوْنَ
وَ أَنْتَ الظَّاعِنُ الْـبَاقِي
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي البكاء
كانت بوابة الريح هي بوابتي للدخول إلى عالم الثبيتي ، حصلتُ على صورة من خط محمد الثبيتي لها ، فأصابني الذهول ، أي شِعرٍ هذا ؟!
مضت الأيام ، تركت القصيدة في رأسي بصمة ، لا أنساه و لا أنساها ، و في أحد الأيام حصلتُ على رابط لموقعه على الشبكة العنكبوتية ، أخذتُ ألتهمها و أفتش فيها ، قرأتُ كل قصائده التي بالموقع ، و سمعت ما سجل له في الموقع و غير الموقع ، أصابتني حمى حبه .
تمضي الشهور … و فجأة يموت الثبيتي …
لعل كثيرين لا يعلمون ماذا يعني لي الثبيتي ؟ فهو يعني لي جزء من قلبي ، فثمت ما يشبهني جدا جدا في شعره …
أهيمُ في ثنايا قصائده … أبحر في شطآن كلماته الزاخرة … أمضى معه للمعنى … فيتركني هناك … لأبحث عنه مرة أخرى …
لا أعرف ماذا أقول ؟؟؟ فلقد صدمتُ صدمة بالغة عند علمتُ بموته … أسأل الله أن يرحمه برحمته الواسعة !
فاتحة ٌ
” قصيدة كأنك الشعر ”
في رثاء الشاعر محمد الثبيتي رحمه الله
مُقبلاً كالغيمِ
…
ثوبٌ آسرُ
و خُطاك النخلُ
زهوٌ ظاهرُ
كلّما شمتُ المعاني هالني
صوتُ هذا البرق ِ
بـِكْرٌ هادرُ
كيف ينمو فيك شِعْرٌ
عازفـًا وطنًا ؟
…
غاب الصباحُ الباكرُ !
قـُلْ لآهات الغضا :
يكفي رحيلُ المدى
يكفي
سحابٌ طاهرُ
هل جنى منـَّا فراقٌ دمعة ً؟
أنت أدرى
أنت … أنت الخاطرُ
غنِّ لي شِعْرًا سديميَّ الصدى
و احرس البيدَ
فأنت الخافرُ
أرجفتْ حولي الصبايا
جهرة ً
يا حِصانَ الرمل ِ
…
ماءٌ حائرُ
و سفينٌ
من رماد ٍ مُشْربٍ بالأسارير ِ
و جذرٌ غائرُ
صعلكاتٌ
تهلكاتٌ
لم تُفقْ بعدُ من نومٍ
و أنت الزائرُ
قلت لي
-ذات مساءٍ راحلٍ – :
” غبشٌ ….”
” .. صمتٌ … ”
و وجهٌ سافرُ
و ” قرينٌ ”
ساكنٌ في زوبع ٍ
لا يُغنِّيْ
و ” بشيرٌ ” آخِرُ
عندَ أعناق ِ النخيل ِ الملتقى
و المصابيحُ / العذارى / العابرُ
كنتَ
تتلو سورة الأحزاب جهرًا
و ” نجدٌ ”
يصطفيها الفاطرُ
و ” خيولُ الليل ِ ”
سكرى
كلَّما احمرت الأبراجُ
…
خمرٌ ثائرُ
كيف تمضي ؟
و الليالي ترتجي ” مهجة َ الصبح ِ ”
و أنت الشاعرُ
لا سحابٌ
لا مياهٌ
لا
و لا وطنٌ منتظرٌ
يا ناظرُ
أَحْــــمَـــد عَــــايِـــــــد
0 تعليق