أرواح جاءت فجراً: (6) محمد الثبيتي

19 مارس، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الكتاب | 0 تعليقات

عبد الله ثابت• محمد الثبيتي: مواليد الطائف 1954، واحد من أبرز الأصوات القليلة التي صنعت تحولاً نوعياً في الشعرية السعودية منذ الثمانينات وحتى منامه المؤقت، بإذن الله، في عناية الله بتخصصي جدة.
• قال: (ضَمّني، ثم أوقَفني في الرمال ودعاني: بميم وحاء وميم ودال، واستوى ساطعاً في يقيني، وقال: أنت والنخلُ فرعان، ِأنت افترعت بنات النوى، ورفعت النواقيس.. هن اعترفن بسر النوى، وعرفن النواميس؛ فاكهة الفقراءِ وفاكهة الشعراءِ.

تساقيتما بالخليطين: جمراً بريئاً وسحراً حلالُ.. أنت والنخل صنوانِ. هذا الذي تدعيه النياشينُ.. ذاك الذي تشتهيه البساتينُ هذا الذي دَخَلت إلى أفلاكه العذراء، ذاك الذي خلدت إلى أكفاله العذراء، هذا الذي في الخريف احتمالُ، وذاك الذي في الربيع اكتمال.. أنت والنخل طفلان.. أنت والنخل طفلان.. طفل قضى شاهداً في الرجال، وطفل مضى شاهراً للجمال، أنت والنخل سيان، قد صرتَ دَيدَنَهُنَّ، وهن يداك، وصرتَ سماكاً على سمكهن، وهن سمَاك، وهن شهدن أفول الثريَّا وأنت رأيت بزوغ الهلال، تسري الدماء من العذوق، إلى العروق وتنتشي لغة البروق: أي بحر تجيد؟ أي حبر تريد؟ سيدي لم يعد سيدي، ويدي لم تعد بيدي. قال: أنت بعيد كماء السماء. قلتُ: إني قريب كقطر الندى.. قال:يا أيها النخلُ هل ترثي زمانك؟ أم مكانك؟ أم فؤاداً بعد ماء الرقيتين عصاك.. حين استبد بك الهوى، فشققت بين القريتين عصاك، وكتبت نافرة الحروف ببطن مكة، والأهلة حول وجهك مستهلةُ، والقصائد في يديك مصائدُ، والليل بحر للهواجس والنهارُ قصيدة لا تنتمي إلا لباريها، وباري الناي، يا طاعنا في النأي.
اسلم، إذا عثرت خطـاك، واسلم، إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك، وما خطاك؟! إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ فلا أراك، إلا شميماً من أراك!) محمد الثبيتي..
• ومحمد.. بعينيه المحشودتين بأهازيج الفجر الشجاعة، وحنجرته البدوية المفتوحة، وصوته الذي يشبه تطاير الحصى تحت القوافل، يحدق منذ ثلاثة أشهر في القطن، متكئاً في أرجوحة معقودة من طرفيها في ناحيتي السماء، وكلما أحس باللغة تعصاه اهتزّ كأسدٍ جائع، وتصاعد الغناء إلى جبهته.. وراح يحرك رأسه يمناً وشمالا، ومدد أهدابه من الطائف إلى مكة، بكل ما في الشعر من كبرياء وريح!.

عبد الله ثابت

—————————-

المصدر: صحيفة الوطن

مقالات مشابهة

عرَّاف البادية..!

عرَّاف البادية..!

في البواكير.. وبعيد تجاوزي لمرحلة المكتبة الخاصة بابن عمي (أو رَحِيمِيْ.. أي زوج أختي) حيث بدأت الولوج إلى عالم القراءة والكتب.. وحيث تخبَّطَتْ فيها مراهقتي أيما تخبُّط، حتى استقرَّتْ بكيفية لا يعلمها إلا الله! ولأدعِ الطابق (مستورا). فكنتُ قد أصبحتُ أبحث بنفسي في...

ما هو الشعر؟

ما هو الشعر؟

طلسم! كيف يتسلل إلى القلب حلولا ليس لك حول أن تصده، إلا مجادلة في بعض الكلمات والصور لعله يزيدك بالدهشات. إن ابتعدت عن النثر فبوسوسة منه كي أخلص له بلا شريك، وها يردني اليوم كي أكتب عنه، فلعله يتركني لمواضيع أخرى، يعرفها ولا يحبها، ويخشى أن تفسد ما بيننا من غموض...

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

في زيارتنا الأخيرة له.. سألني أحد الأصدقاء: ما شاء الله هذا بيته؟! ابتسمت ابتسامة باهتة، وقلت: بيت مين يا عم.. صحيح أنه شاعر عظيم يملك الكثير من (الأبيات) ولكنه يسكن شقة بالإيجار! والإشكالية الكبرى أن هناك مبالغ متراكمة على كاهله، بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *