شكراً .. أمير الإنسانية

19 مارس، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الكتاب | 0 تعليقات

سعد الثقفيمنذ مرض الشاعر محمد الثبيتي ، وأنا كغيري من المثقفين نحاول أنّ نجد للرجل المكان الأنسب لعلاجه ، فبدأت رحلة التنقلات بين مستشفيات مكة وجدة وأخيرا مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض ، والتي كنّا نطمح أن يكون بها منذ اللحظة الأولى لمرضه ، حيث ثبت حاجته لعلاجٍ طبيعيٍّ مكثف .
قال لي معالي وزير الثقافة والإعلام ،الدكتور عبد العزيز خوجه ، وهو الذي كان قد التقى محمد الثبيتي في الجمهورية اليمنية إبان الأيام الثقافية السعودية هناك:

إنّ محمد الثبيتي صديق ، ويهمني أمره – بهذه الصفة – بصرف النظر عن كوني وزيرا ! وكان يتابع معي ومع أبنائه والمحيطين به رحلة علاجه.

وحين زاره معاليه مؤخرا ليطمئن عليه ، وليزفّ خبر بقائه للعلاج في المستشفى ، وهو عكس ما كان قد أشيع مؤخرا من إمكانية خروجه من المدينة الطبية بالرياض، الأمر الذي أثار سخط الوسط الثقافي ، ليس في الداخل فقط ؛ ولكن في الخارج أيضا . فهو إنما يؤكد لنا أنّ هذا البلد ، مهتم بأبنائه ، وبأن وزارته لن تغفل أديبا في صحته ومرضه ، سواء أكان بقامة محمد الثبيتي أو غير ذلك.

كنتُ واثقا أن سمو سيدي ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، صاحب الأيادي البيضاء، أمير الإنسانية ، سيكون له تصرف آخر ، حين يعرف بالأمر ، وهذا التصرف هو ما عهدناه منه ، ليس لأبنائه المواطنين فقط ؛ ولكنّ لكل مرضى من خارج بلادنا يطرقون باب سموه . فكان أنْ أمر يحفظه الله ببقاء محمد الثبيتي ليواصل رحلته العلاجية ، التي أرجو أن يعود منها مكللا بتاج الصحة والعافية .

محمد الثبيتي ابن من أبناء هذا الوطن الغالي ، مثّل بلادنا في المحافل الثقافية ، وكان ولم يزل علامة مضيئة في مشهدنا الثقافي ، سننتظر كثيرا كي نرى مثله في هذا المشهد الثقافي . وهو يستحق كغيره من أبناء وطننا الغالي كل رعاية واهتمام.

شكرا أمير الإنسانية ، والشكر موصول لمعالي الوزير ، ولكل محبي محمد الثبيتي الذين وقفوا ولا زالوا يقفون معه . أشكرهم جميعا نيابة عن صديقي محمد الثبيتي الذي أتمنى له أن ينطق يوما ، وتصافحكم كلماته كما كانت دائما…

سعد الثقفي

————————–

المصدر: صحيفة الرياض

مقالات مشابهة

عرَّاف البادية..!

عرَّاف البادية..!

في البواكير.. وبعيد تجاوزي لمرحلة المكتبة الخاصة بابن عمي (أو رَحِيمِيْ.. أي زوج أختي) حيث بدأت الولوج إلى عالم القراءة والكتب.. وحيث تخبَّطَتْ فيها مراهقتي أيما تخبُّط، حتى استقرَّتْ بكيفية لا يعلمها إلا الله! ولأدعِ الطابق (مستورا). فكنتُ قد أصبحتُ أبحث بنفسي في...

ما هو الشعر؟

ما هو الشعر؟

طلسم! كيف يتسلل إلى القلب حلولا ليس لك حول أن تصده، إلا مجادلة في بعض الكلمات والصور لعله يزيدك بالدهشات. إن ابتعدت عن النثر فبوسوسة منه كي أخلص له بلا شريك، وها يردني اليوم كي أكتب عنه، فلعله يتركني لمواضيع أخرى، يعرفها ولا يحبها، ويخشى أن تفسد ما بيننا من غموض...

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

في زيارتنا الأخيرة له.. سألني أحد الأصدقاء: ما شاء الله هذا بيته؟! ابتسمت ابتسامة باهتة، وقلت: بيت مين يا عم.. صحيح أنه شاعر عظيم يملك الكثير من (الأبيات) ولكنه يسكن شقة بالإيجار! والإشكالية الكبرى أن هناك مبالغ متراكمة على كاهله، بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *