منذ مرض الشاعر محمد الثبيتي ، وأنا كغيري من المثقفين نحاول أنّ نجد للرجل المكان الأنسب لعلاجه ، فبدأت رحلة التنقلات بين مستشفيات مكة وجدة وأخيرا مدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض ، والتي كنّا نطمح أن يكون بها منذ اللحظة الأولى لمرضه ، حيث ثبت حاجته لعلاجٍ طبيعيٍّ مكثف .
قال لي معالي وزير الثقافة والإعلام ،الدكتور عبد العزيز خوجه ، وهو الذي كان قد التقى محمد الثبيتي في الجمهورية اليمنية إبان الأيام الثقافية السعودية هناك:
إنّ محمد الثبيتي صديق ، ويهمني أمره – بهذه الصفة – بصرف النظر عن كوني وزيرا ! وكان يتابع معي ومع أبنائه والمحيطين به رحلة علاجه.
وحين زاره معاليه مؤخرا ليطمئن عليه ، وليزفّ خبر بقائه للعلاج في المستشفى ، وهو عكس ما كان قد أشيع مؤخرا من إمكانية خروجه من المدينة الطبية بالرياض، الأمر الذي أثار سخط الوسط الثقافي ، ليس في الداخل فقط ؛ ولكن في الخارج أيضا . فهو إنما يؤكد لنا أنّ هذا البلد ، مهتم بأبنائه ، وبأن وزارته لن تغفل أديبا في صحته ومرضه ، سواء أكان بقامة محمد الثبيتي أو غير ذلك.
كنتُ واثقا أن سمو سيدي ، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، صاحب الأيادي البيضاء، أمير الإنسانية ، سيكون له تصرف آخر ، حين يعرف بالأمر ، وهذا التصرف هو ما عهدناه منه ، ليس لأبنائه المواطنين فقط ؛ ولكنّ لكل مرضى من خارج بلادنا يطرقون باب سموه . فكان أنْ أمر يحفظه الله ببقاء محمد الثبيتي ليواصل رحلته العلاجية ، التي أرجو أن يعود منها مكللا بتاج الصحة والعافية .
محمد الثبيتي ابن من أبناء هذا الوطن الغالي ، مثّل بلادنا في المحافل الثقافية ، وكان ولم يزل علامة مضيئة في مشهدنا الثقافي ، سننتظر كثيرا كي نرى مثله في هذا المشهد الثقافي . وهو يستحق كغيره من أبناء وطننا الغالي كل رعاية واهتمام.
شكرا أمير الإنسانية ، والشكر موصول لمعالي الوزير ، ولكل محبي محمد الثبيتي الذين وقفوا ولا زالوا يقفون معه . أشكرهم جميعا نيابة عن صديقي محمد الثبيتي الذي أتمنى له أن ينطق يوما ، وتصافحكم كلماته كما كانت دائما…
سعد الثقفي
————————–
المصدر: صحيفة الرياض
0 تعليق