ومنزلي حيثما ألقي مفاتيحي

19 مارس، 2010 | الثبيتي في ذاكرة الكتاب | 0 تعليقات

زرت منذ فترة قريبة الشاعر محمد الثبيتي في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية حيث يتلقى العلاج إثر الجلطة التي أصابت قلبه ثم صعدت لدماغه, عسى الله أن يمن عليه بالشفاء و يقر عيون أبنائه وذويه بعودته. كانت رؤيته مؤثرة غاية التأثير في نفسي إذ استحضرت كل ما أحفظه من جميل شعره ونقاشاتنا في كلية الآداب حول نصوصه في حقبة الثمانينيات

ثم هاهو أمامي بعد أكثر من عقدين من تذوق شعره والإعجاب بشخصه ومحبة روحه, ها هو أمامي في لقائنا الأول بعد كل سنين المحبة, لكن محمد في حالة غيبوبة ولا يعرف أحداً, محمد الثبيتي جدير فعلا بالمحبة, رجل جمع الفكر والشعر فشعره ليس هياماً في وديان الشعر بلا غاية وليس فكراً جافاً كنصوص فيلسوف هيجيلي, ومن يعرف شعره يعلم أنه كله يسير في خط واحد, شاعر وطني نزيه وصادق وعواطفه مباشرة وخطوطها مستقيمة وفكره لا يختلف عن كل الشعراء الوطنيين الشرفاء, هو ومحمود درويش شاعرا الحداثة بلا منازعة, حيث الإبداع و الوعي في الوقت ذاته. ذكرتني الزيارة ببوابة الريح, مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي.
كثيرة هي النصوص الجميلة التي خرجت من وجدان وعقل هذا الرجل الذي يحتاج الآن وقوفنا جميعاً معه, إلا أن ما أدهشني وأزعجني في نهاية تلك الزيارة, هو ما علمته من الأصدقاء أن الثبيتي ما زال لا يملك بيتاً فتذكرت عجز بيت من شعره جعلته عنوان هذا المقال عسى أن يكون دعوة لنا جميعاً في أن نسعى لكي يكون لمحمد الثبيتي وعائلته مسكن يليق بشاعر كبير بمثل مكانته.

خالد الغنامي

—————————

المصدر: صحيفة الوطن

مقالات مشابهة

عرَّاف البادية..!

عرَّاف البادية..!

في البواكير.. وبعيد تجاوزي لمرحلة المكتبة الخاصة بابن عمي (أو رَحِيمِيْ.. أي زوج أختي) حيث بدأت الولوج إلى عالم القراءة والكتب.. وحيث تخبَّطَتْ فيها مراهقتي أيما تخبُّط، حتى استقرَّتْ بكيفية لا يعلمها إلا الله! ولأدعِ الطابق (مستورا). فكنتُ قد أصبحتُ أبحث بنفسي في...

ما هو الشعر؟

ما هو الشعر؟

طلسم! كيف يتسلل إلى القلب حلولا ليس لك حول أن تصده، إلا مجادلة في بعض الكلمات والصور لعله يزيدك بالدهشات. إن ابتعدت عن النثر فبوسوسة منه كي أخلص له بلا شريك، وها يردني اليوم كي أكتب عنه، فلعله يتركني لمواضيع أخرى، يعرفها ولا يحبها، ويخشى أن تفسد ما بيننا من غموض...

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

جرحٌ يقوم على قدمٍ واحدة !

في زيارتنا الأخيرة له.. سألني أحد الأصدقاء: ما شاء الله هذا بيته؟! ابتسمت ابتسامة باهتة، وقلت: بيت مين يا عم.. صحيح أنه شاعر عظيم يملك الكثير من (الأبيات) ولكنه يسكن شقة بالإيجار! والإشكالية الكبرى أن هناك مبالغ متراكمة على كاهله، بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *