زرت منذ فترة قريبة الشاعر محمد الثبيتي في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية حيث يتلقى العلاج إثر الجلطة التي أصابت قلبه ثم صعدت لدماغه, عسى الله أن يمن عليه بالشفاء و يقر عيون أبنائه وذويه بعودته. كانت رؤيته مؤثرة غاية التأثير في نفسي إذ استحضرت كل ما أحفظه من جميل شعره ونقاشاتنا في كلية الآداب حول نصوصه في حقبة الثمانينيات
ثم هاهو أمامي بعد أكثر من عقدين من تذوق شعره والإعجاب بشخصه ومحبة روحه, ها هو أمامي في لقائنا الأول بعد كل سنين المحبة, لكن محمد في حالة غيبوبة ولا يعرف أحداً, محمد الثبيتي جدير فعلا بالمحبة, رجل جمع الفكر والشعر فشعره ليس هياماً في وديان الشعر بلا غاية وليس فكراً جافاً كنصوص فيلسوف هيجيلي, ومن يعرف شعره يعلم أنه كله يسير في خط واحد, شاعر وطني نزيه وصادق وعواطفه مباشرة وخطوطها مستقيمة وفكره لا يختلف عن كل الشعراء الوطنيين الشرفاء, هو ومحمود درويش شاعرا الحداثة بلا منازعة, حيث الإبداع و الوعي في الوقت ذاته. ذكرتني الزيارة ببوابة الريح, مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي.
كثيرة هي النصوص الجميلة التي خرجت من وجدان وعقل هذا الرجل الذي يحتاج الآن وقوفنا جميعاً معه, إلا أن ما أدهشني وأزعجني في نهاية تلك الزيارة, هو ما علمته من الأصدقاء أن الثبيتي ما زال لا يملك بيتاً فتذكرت عجز بيت من شعره جعلته عنوان هذا المقال عسى أن يكون دعوة لنا جميعاً في أن نسعى لكي يكون لمحمد الثبيتي وعائلته مسكن يليق بشاعر كبير بمثل مكانته.
خالد الغنامي
—————————
المصدر: صحيفة الوطن
0 تعليق