للمرة الستين أكتب السطر الأول من هذا المقال، وبـ”ضغطة” على “الكيبورد” أمحوه، لأكتب من جديد؛ وكأن الكلمات عجزت عن الكتابة عنك أيها الشاهق في صحرائنا؛ كيف لا وأنت والنخل صنوان مغروسان في رمالنا؛ نتباهى بتمركما على كل العابرين لواحاتنا . كيف لا ؟! وأنت القادم من زمن بعيد قريب كاد ينفلق على رؤوسنا واقفين؛ عابر” بوابة الريح “الآتي بها صاحبك “الليلي” لتحيله “قبضة عاجزة” بشعرك.
ماذا أكتب ؟! وقد شعرتُ بالألم حين طالعتُ خبراً نشرته “إيلاف” عنك؛ أوجعنا به الأستاذ عبدالله السمطي؛ يشير إلى قرار إيقاف علاج محمد الثبيتي وطلب مغادرته من مدينة الخدمات الإنسانية! ما دفعني إلى الاتصال بابنك “نزار” الذي وجدتُ صوته مؤكداً الخبر ؛ حائراً من صدمة القرار؛ ويقول “والدي بدأ يتجاوب مع العلاج الطبيعي هنا وكم تمنينا أن يعالج في الخارج لأنه يحتاجه”. ماذا أكتب إن صدقوا بإيقاف علاجك لتستكمله في مستشفى حكومي عادي؛ ومتى قرروا؟! بعد أن دبت الحياة في أطرافك “الطيبة” التي أسكنتها “جلطة قلبية” العام الماضي!! متى قرروا ؟! بعد أن بدأنا نحلم بوقوفك تلقي “تضاريسك” و”موقف الرمال” !! و بعد أن شعرنا بالاطمئنان على أرواحنا وأطرافنا وعقولنا “نحن المثقفين” الذين لا يملكون “أرصدة بنكية” ولا” تجارة دنيوية رابحة” ولا “فلل ولا سيارات باهظة” ! “نحن” الذين لم يحاولوا تسويق “نجوميتهم”. “نحن” الذين جئنا من زمن “التعب” راكضين خلف تجارة “الأدب والقلم ” لأجل عقل وحضارة وطن انغرسنا فيه كما “أنت “!! يا الله .. أيمكن أن ينتهي المبدعون هكذا .. !؟ كما الشاعر عبدالله باهيثم والمسرحي الرائد عبدالرحمن المريخي رحمهما الله وغيرهما .. ؟! أيمكن لبضاعة المثقف والأديب أن تبور فلا تكفل له علاجاً لأطرافه وقلبه “المتعب” ؟! وكم استغرب؛ أيها المغروس في أرواحنا؛ لماذا غير “أمثالك ” يُعالجون في “ألمانيا ” و “أمريكا” و “التشيك” فيما أنت وأمثالك تنتظرون الإغاثة عبر أخبار الصحف! أيها “الثبيتي” الواقف بين تضاريسنا ..ها .. أنا استعيد صوتك وزمن “قريب بعيد”؛ وأنت تقول: قصائدي أينما ينتابني قلقي ومنزلي حيثما ألقي مفاتيحي فأي قولي أحلى عند سيدتي ما قلتُ للنخل أم ما قلتُ للشيح..
حليمة مظفر
—————————–
المصدر: صحيفة الوطن
شاعرنا الكريم ادعي بأن يشفيك الله ،فأنت حالة إبداعية ربما لا تكرر إلا مرة كل عام ..
أتمنى من الجهات المعنية المسارعة إلى إنقاذ هذا الوطن العربي ” محمد الثبيتي ” .
يارب هذا الغيم
حين اسرد حكايا المطر القادم من سماء الوجدان
يهطل مع الريح دفء صوته ليعانق ارواح الطيبين
يغسل اهات المتعبين ؛ يراقص افياء الهاربين
لم اكتفي بك ياوسيم القصيد ياعذب المطر
ياصرخة القوافل حين تغيب ملامحك عن دروب الصبح
التي تحمل ظلال قصائدك وانت .
شكرا وشكرا وشكرا
عبدالرحمن بن محمد الثبيتي / لغب بني سعد