في زمن اختلت فيه موازين الحياة، وأضحى المبدع أسير شكواه.. يتردى به الحال من مشفى إلى مشفى، وتتقلب به الدنيا من سرير إلى آخر، ينتظر واسطة للحصول على حقه في الدواء والعيش الكريم.. لم يبق لنا سوى أن نندب حظ الشعر ونتبع الفن الجميل بلعنات الطيش ونقمة الواقع المرير.الشاعر الكبير الذي ملأ الأرض وشغل الناس بقصائده التي (صاغها نبض المسافاتِ)
تردى به الحال بعد أن (أفاق من تعب القرى.. فإذا المدينة شارع قفرُ).. قفرٌ من الحب والسكينة، قفرٌ من الحلم والطمأنينة، قفرٌ من النبل والإنسانية!
أوقف بعيره الملطخ بصحراء الشعر والذي (لم تعشِ عينيه أضواء المطارات) وبات يئن ويتلوى كالأسد الجريح، ينتظر معجزة من السماء لنقله إلى مركز تأهيل ذي إمكانات كبيرة ومتقدمة، ليستعيد عافية أطرافه التي ما فتئت تذرع الأرض من مهرجان المربد مرورا بجرش التاريخ وانتهاء بصنعاء الجمال.
يقف على رصيف الانتظار مؤملا في عودة صوته (الأجش) ليغمر الأسماع والأبصار شعرا وغناء خلاقا.. تصمت له القلوب خاشعة والأرواح هاجعة (والأهلة حول وجهه مستهلة)!
مع أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أحاطه بعنايته واهتمامه الإنساني ووجه بعلاجه، إلا أن البيروقراطية لم تتح له فرصة التأهيل بعد أن انتهى موضوع علاجه الطبي.
الآن الثبيتي في أمس الحاجة إلى التأهيل فكيف يتم له ذلك؟
خالد قماش
——————————-
جريدة عكاظ 26/5/2009م
0 تعليق