موقف الرمال
الظمأ

الظمأ

اخْتَرْ هَواكَ على هواكَ عَسَاكَ
أَنْ تلقَى هُنَاكَ إلَى الطريقِ طرِيقا
وامْخُرْ صَبَاحَ التِّيهِ مُنفرِداً فَمَا
أحلَى الصَّبَا خِلاّ ً
ومَا أحلى الصَّباحَ رفيقا
فمَتَى ؟
مَتَى كانت ليالي المُدلِجينَ خَلِيلةً
ومَتى

الطير

الطير

مَا بَالُ هَذَا الطَّيرِ كَمْ غَنَّى غِنَاءً نَابِيَا
حَتَّى ادْلَهَمَّ التِّيهُ وانْكَشَفَتْ مِنَ البَيدَاءِ سَوأَتُهَا
فَعَادَ يَمُصُّ مِنْ ظَمَأٍ ورِيدَهْ
كَمْ مِنْ يَدٍ صَبَّتْ عَلَى آثَارِهِ لَحْناً رَمَادِيّاً
وكَمْ بِكْرٍ رَأَتْ يُمْنَاهُ قَانِيَةً وشَمَّتْ فِيهِ رَائِحَةً بَلِيدَةْ
وارَتْهُ صَهْبَاءُ الرِّمَالِ عَنِ الرِّجَالِ
وطَوَّقَتْ بغبَارِهَا الذَّهَبِيِّ هَامَتَهُ وجِيدَهْ

الأوقات

الأوقات

وأَفَقْتُ مِنْ تَعَبِ القُرَى
فَإذَا المَدِينَةُ شَارِعٌ قَفْرٌ ونَافِذَةٌ تُطِلُّ عَلَى السَّمَاءْ
وأَفَقْتُ مِنْ سَغَبِ المَدِينَةِ خَائِفاً
فَإذَا الهَوى حَجَرٌ عَلَى بَابِ النِّسَاءْ
وأَفَقْتُ مِنْ وطَنِي فَكَانَتْ حُمْرَةُ الأَوقَاتِ مُسْدَلَةً
وكَانَ الحُزْنُ مُتَّسَعاً لأَنْ نَبْكِي فَيَغْلِبُنَا النَّشِيدْ
ونَسِيلُ أغنيَةً بشَارعِنَا الجَدِيدْ

يا امرأة

يا امرأة

يَا امْرَأَةْ
بينَنَا قَدَحٌ صَامِتٌ
كَيفَ أَعْبُرُ هَذَا الفَضَاءَ السَّحِيقَ
لِكَي أَمْلأَهْ

يَا امْرَأَةْ
بَينَنَا بَرْزَخٌ مِنْ جُنُونٍ
وسُهْدٌ تَشَرَّبَ مَاءَ العُيُونِ
وحُزْنٌ يَسُدُّ فَضَاءَ الرِّئَةْ

وضّاح

وضّاح

صَاحِبِي..
مَا الذي غَيَّرَكْ  
مَا الذي خَدَّرَ الحُلْمَ فِي صَحْوِ عَينَيكَ
مَنْ لَفَّ حَولَ حَدَائِقِ رُوحِكَ هَذَا الشَّرَكْ

عَهِدْتُكَ تَطوِي دُرُوبَ المَدِينَةِ مُبْتَهِجاً
وتَبُثُّ بِأَطْرَافِهَا عَنْبَرَكْ
صَاحِبِي..
هَلْ ستَهجسُ بِالحُبِّ ـ بينَ اتِّسَاعِ الحَنِينِ

قرين

قرين

لِي ولَكْ
نَجْمَتَانِ وبُرْجَانِ فِي شُرُفَاتِ الفَلَكْ
ولَنَا مَطَرٌ واحِدٌ
كُلّمَا بَلَّ نَاصِيَتِي بَلَّلَكْ

سَادِرَانِ عَلَى الرَّمْسِ نَبْكِي
ونَنْدُبُ شَمْساً تَهَاوتْ
وبَدْراً هَلَكْ
وكِلاَنَا تَغَشَّتْهُ حُمَّى الرِّمَالِ