مرثية قصيدة
كمَا تتوارى عيونُ الشَّفَقْ
وتنهارُ أبنية من ورقْ
ومثل الأشعة حين تذوبُ
إذا صهرتها رياحُ الأفقْ
تداعَتْ لياليك خلفَ السكونِ
ونامَتْ بقاياك في المفترَقْ
كمَا تتوارى عيونُ الشَّفَقْ
وتنهارُ أبنية من ورقْ
ومثل الأشعة حين تذوبُ
إذا صهرتها رياحُ الأفقْ
تداعَتْ لياليك خلفَ السكونِ
ونامَتْ بقاياك في المفترَقْ
• متَى ترحلُ القافلةْ؟
• سترحلُ توّاً
• فَهَيِّئ لنفسكَ زادَكَ والرَّاحلَةْ
• متَى ترحلُ القافلةْ؟
• غداً رُبَّما
رُبَّما القابلةْ
وقد تتأخَّرُ يوماً
ويوماً
كبقايا الوحل أنت كالمياه الآسنَةْ
كطريقٍ قَبَعتْ فيه الطيورُ المُنْتِنَةْ
كفراغٍ في تخومِ الأرضِ مخنوقُ السَّنا
يصمتُ الإحساسُ فيه وتموتُ الأزمنَةْ
وجهُكِ الصخريُّ يبدُو في الزوايا كالحٌ
عبثتْ فيه الخطايا، شوهته الأدخنَةْ
يقولونَ
إنَّ خُطانا لهَا وقعُ لحنٍ جَريحْ
وإنَّ هوانا يذوبْ
ويَذْوِي كشمسِ الغُروبْ
وإنَّ بأحداقنا طيفُ حُبٍّ ذَبيحْ
يقولونَ
إنَّ هوانا سرابْ
وإنَّ الليالي تَمرُّ علينا غضابْ
هنا أنحرُ الليلَ، أغني الزمان
هنا أتلقَّى حديث القمرْ
هنا أقتلُ الشِّعرَ عند الغروبِ
وأبعثهُ حينَ يأتي السحرْ
هنا أصهرُ النورَ حتَّى يذوب
وألقي الندى في عيون الزهرْ
أحبّكِ رغم جنونِ الجراحْ
ورغم جفاف الدروبِ
ورغم الخطوبِ
ورغم انتحار المنى، واحتضار الصباحْ
أحبّكِ حينَ يموتُ الربيعُ
وحين يزول الرحيقُ
ويذوي البريقُ
وحين تثور الليالي وتقسو الرياحْ