قال لي .. سيد البيد قبل الرحيل

3 أبريل، 2011 | الثبيتي في ذاكرة الشعراء | 0 تعليقات

قبل أن يبلغ الموت غايته
قال لي.. سيد البيد
هلا ..وقفنا على الماء
إن النهاية تعني ابتداء الطريق
وان الرفاق
يظنون أن الحقيقة وهم
وان الصداقات تعني الضياع
وان الأماني حريق

قلت مهلا
فمازال في الحكي متسع
لا تقل .. مل  مني الرفاق
سوف تحيا طويلا
وتبقى نبيلا
سوف
يعتادك الصدق خلا وفيا
ويختارك الشعر أوفى صديق
سيدي   .. سيدي
كيف ننسى الذي صب في لغة الرمل
مهجته
فغدا الرمل خابية للكروم
وسقى النخل من ورده
فتساقطن حبات نور
من الوجد
مسكرة كالغيوم
كيف يخبو الضياء
وقد عطر الأرض
واستنبت الحلم مشتعلا
في سكون النجوم
إيه ..ريح الصبا
هل تناسيت إذ ساقك الفجر
من ضفة الغار
مستلما قبلة النور
حتى تدليت من نخلة بالعقيق
إيه… صحراءنا
كيف مرت عليك الشقوق
التي سطرت فيك
قافية
من رمال الجزيرة
والتراتيل  في وجنة الصدق
ساقية من رحيق
صاحبي…صاحبي
كل يوم تعلمنا الريح درسا
جديدا
وعمرا فريدا
ونمتاح من اغتراب القوافل
لحن الخلود
لا تموت القصيدة
إن عمدت بحرها
بالفؤاد الجريح ابتداء
وبالروح هاربة
من سموم القيود
صاحبي
قد أدرت لنا مهجة الصبح.. شعرا
بلغنا بها موطن الشمس
سلكنا السماء
طريقا
اهتدينا بإيماءة البرق
وركبنا لها قاصفات الرعود
لن نعود
ووضاح لازال بالقرب منا ينادي
وصوت المغني جريح
لن نعود
سوف نمضي وبوابة الريح تطلبنا
الوصل
مابين نخل وشيح
صاحبي لن نعود
وأنشودة الحب منا تنادي بقلب فصيح….

ما أصعبَ الفقدَ ما أقسى الغيابَ وهل يغني التذكر عن فقد المحبينا
ما أتعس العمرَ ان أمست مطامحنا  زيف الحكايات لحنا في تلاقينا
ما ابعد الموت عن شعر سرى مثلا..بنتم وبنا فما جفت مآقينا

قلت إذ عطل الصحب أخلاقهم
وتنادوا الى قصعة مصبحين
ستجوعون
ويبقى لنا
كل فعل نبيل
لن تنالوا الخلود
ستعيشون في دهشة الفقد
أرواحكم تتلظى
على قبس من جحود
إيه يا راحلا للسماء
كم تمنيت ان لا تكون
وكنت لنا البابلي
وكنت المغتني
وكنا على اثر الشعر
نمضي
نردد ما قلته للحقول
سوف تبقى لنا
سيد البيد والشعر
تلهمنا الوقت
ان غربتنا الفصول
سوف تبقى
وان خاننا الدهر
أو استوت فوق أحلامنا
ناقصات العقول

امضي الى محراب شعرك والمنى قدري وتاريخي أمامي
من لهفة بالروح من عطر ينز به الشمال وتنتشي طربا عظامي
اشتق قافيتي وارسم في فضاء العمر ملحمة البقاء على السلام
للشعر للحرف المغرد للصباح البكر للأشواق  في ظلل الغمام
امضي وأنت هناك تكسو الشعر حلته وتمنحه البقاء على الدوام

( في ساحة العثرات
مابين الخوارج والبوارج
ضج بي صبري
وأقلقني  مقامي
فمضيت للمعنى
أحدق في أسارير الحبيبة كي أسميها
فضاقت
عن سجاياها الأسامي
ألفيتها وطني
وبهجة صوتها شجني
ومجد حضورها الضافي مناي
وريقها الصافي
مدامي)

غرم الله حمدان الصقاعي

مقالات مشابهة

ما مت يا سيد البيد

ما مت يا سيد البيد

وما مُتَّ ياسيد البيد .. بل أنت فينا ستبقى تهز الوريد . وما مُتَّ يا سيد الشعر .. يا من تثنت لكفك آيات سحرٍ ... وهَزَّ لك النخل جيد النشيد . وما مُتَّ ياسيد البيد .. يامضرج الليل بعد ارتحالك بالنور ذكرى ... ويا مسقي النحل شهداً .. وما مسنا منك إلا .. جمال الحياة...

كَأَنـَّكَ الشِّعْرُ

كَأَنـَّكَ الشِّعْرُ

في رثاء سيّد البيد و القوافل / مُحَمَّد الثـّـُبَيْتِيِّ ( كأنّيَ الموتُ كأنَّك  الموتُ كأنَّنا الموتُ ) ... ... ما الأخبارُ يا قلمي هُمْ رَاحِلُوْنَ وَ أَنْتَ الظَّاعِنُ الْـبَاقِي بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي البكاء كانت بوابة الريح هي بوابتي للدخول إلى عالم...

قربان

قربان

في عزَاء محمّد الثبيتي قَالُوا: سَاوَمَكَ الموتُ علَى الحُبِّ وأنتَ رعَاكُ اللهُ أَبَيتْ أَبَيْتَ اللَّعْنَ.. أحَجَّ النَّاسُ إِلَيكَ منَاسِكَهُم أَمْ قَصَدُوا البَيتْ ماذَا فِي مكَّةَ للعَاشِقِ إِنْ رَحَلَ العِشقُ بظِلِّ ثيابِكَ أينَ تَوَلَّيتْ يَا قُرَّةَ...

شارك برأيك

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *